الشرعية تلتزم بالتهدئة تجاه الحوثي وتصًعد ضد الجنوب
وجدت الشرعية في قرار التحالف العربي وقف إطلاق النار فرصة للتهدئة مع المليشيات الحوثية بعد أن تعرضت لهجمات داخلية متتالية على إثر تسليمها الجبهات، ما اضطرها لتنفيذ بعض الضربات الشكلية باتجاه المليشيات الحوثية للتأكيد على جديتها في مواجهتها، وبالتالي فإنها تجد الوقت الحالي فرصة للكمون في حين أن العناصر الحوثية تستمر في انتهاكها لقرار التهدئة بشكل يومي.
وفي المقابل فإن الشرعية التي أظهرت رغبتها في التهدئة والسلام في الشمال، استمرت في التصعيد ضد الجنوب، وظهر ذلك واضحاً في أرخبيل سقطرى بجانب استمرار حشدها عسكرياً داخل معسكراتها في تعز، وهو ما يبدد التزامها بالتهدئة في الشمال ويُظهر الأسباب الخفية التي دفعتها لإلقاء سلاحها.
ويرى مراقبون أن الشرعية وظفت قرار وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين لصالح التفاهمات السرية بينها وبين المليشيات الحوثية، وأن استمرار تصعيدها في الجنوب يبرهن على أنها لا يشغلها تحرير الجبهات الشمالية من الأساس وأنها تسعى إلى تمكين الحوثي من السيطرة على المواقع التي تمركز بها مؤخراً بعد أن سلمتها.
ويتوقع عسكريون أن تعزز الشرعية من تواجد قواتها في شبوة وأبين وذلك استمراراً لرفضها تطبيق بنود اتفاق الرياض كما أنها تسعى في الوقت ذاته للبحث عن أي مكاسب عسكرية قبل أن يكون هناك مباحثات سياسية تكون مقدمة للوصول إلى سلام، بحسب ما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
قال الكاتب الصحفي وضاح بن عطية، إن أي تعزيزات للمليشيات الإخوانية المتواجدة في شقرة ستكون مخالفة وذلك بموجب وقف إعلان التحالف لوقف إطلاق النار واتفاق الرياض، مُطالبًا التحالف بالتعامل مع تلك التعزيزات.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "التحالف العربي أعلن وقف إطلاق النار وقبل ذلك فإن اتفاق الرياض أقر في بنده الأول من الملحق العسكري عودة القوات التي قدمت إلى أبين وشبوة إلى مواقعها في مأرب وأي قوات تتحرك هذه الأيام لتعزيز مليشيات بن معيلي في شقرة فهي مخالفة وسيكون واجب على التحالف تدميرها أو دعم من يدمرها".
أقدمت عليه المليشيات الإخوانية الإرهابية، قبل أيام، على تأسيس نقاط تفتيش بالهوية، على مداخل سوق مدينة حبان، حيث انتشرت عناصر المليشيات الإخوانية، بشكل مكثف في جول حبان، وتعمدت التضييق على حركة المواطنين، ومنعت من لا يمتلك بطاقة هوية، من الخروج والدخول إلى السوق.
وكانت عناصر المليشيات الإخوانية المتمركزة في منطقة قرن الكلاسي غربي مدينة شقرة بمحافظة أبين، قد تقدّمت – قبل أيام – بشكل مفاجئ لمسافة تزيد عن كيلو متر ونصف، باتجاه مواقع القوات الجنوبية بمنطقة الشيخ سالم، شرقي زنجبار، ضمن سلسلة خروقات عديدة ببنود اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي.
كما تمثلت الجرائم الإخوانية في اختطاف عددٍ من القيادات الجنوبية، بينهم رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة شبوة الشيخ علي محسن السليماني، ورئيس أركان القوات الخاصة التابعة للقوات الجنوبية عبدالله سعيد، ومرافقه المقدم محمد مرشد في سقطرى.