تصعيد الحديدة.. مسرح الإجرام الحوثي الذي يخرق هدنة التحالف
حوّلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، محافظة الحديدة إلى مسرح لجرائمها المستعرة التي تقضي على آمال التهدئة وتُجهِض فرص إحلال السلام، بعد إعلان التحالف العربي عن هدنة إنسانية لمدة أسبوعين.
المليشيات الحوثية تواصل التصعيد في الحديدة، حيث كثّفت من القصف على منازل ومزارع المواطنين في مديرية حيس، جنوب المحافظة.
وتوسّعت المليشيات الموالية لإيران من الاعتداء على الأهالي في حيس بقذائف الهاون، وهو ما تسبَّب تضرر منازل بوسط المدينة، كما تجدّد عدوان المليشيات، بقصف الأحياء السكنية حيس والتحيتا بقذائف الهاون وقذائف آر بي جي.
وفي وقتٍ سابق، وثّقت القوات المشتركة 79 خرقًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في مديريات وجبهات محافظة الحديدة.
وهاجمت المليشيات الإجرامية، بحسب مصدر ميداني، مواقع القوات المشتركة بالأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية في منطقة الكيلو 16، مشيرة إلى أن عدد الخروقات بلغ 15 خرقا.
وكشف المصدر عن ارتكاب المليشيات الحوثية 11 خرقا، في اعتداءات على قرى سكنية في مديرية الدريهمي، بقذائف مدفعية الهاون.
وأوضح أنّ المليشيات الحوثية استهدفت الأحياء السكنية في مركز مديرية التحيتا بقذائف الأر بي جي، والأسلحة الرشاشة، بعدد 16 خرقا.
وأشار المصدر إلى 19 خرقًا للمليشيات في هجمات بقذائف المدفعية الثقيلة على مديرية حيس، بالإضافة إلى 18 خرقا في منطقة الجبلية والطور.
وفي إحصاء آخر للخروقات الحوثية، أعلن التحالف العربي في اليمن، مساء أمس الاثنين، إن إجمالي الخروقات من قبل المليشيا الحوثية لوقف إطلاق النار خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية بلغت ٩٥ خرقا.
وأوضح متحدث التحالف أنّ خروقات الحوثيين شملت أعمالا عدائية عسكرية بمختلف الأسلحة، وأكد التزام التحالف العربي بوقف إطلاق النار رغم خروقات الحوثيين، وقال: "نطبق أقصى درجات ضبط النفس ونحتفظ بحق الرد والدفاع عن النفس".
وأمس الأول الأحد، أعلن التحالف أنّ إجمالي خروقات مليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار قد بلغت 241 اختراقًا.
وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتبارًا من نهار الخميس الماضي.
وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.
وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.
ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.
واعتبر متحدث التحالف أن قرار وقف النار جاء للوقوف مع الشعب اليمني، وأعرب عن أمله في استجابة مليشيات الحوثي لوقف النار، وقال إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن.
وأشار إلى بدء إجراءات لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن، وأكّد أنّ الجهد الإنساني للتحالف العربي، يفوق جهده العسكري في اليمن.
خطوة التحالف تأتي في وقتٍ أصبح فيه العالم محتلًا من "كورونا"، ذلك الفيروس القاتل الذي غزا أغلب دول العالم وترك وراءه طوفانًا من القتلى والمصابين دون أن يعرف العالم له دواء إلى الآن، وفي ظل تردي البيئة الصحية اليمنية فإنّ الأمر يمثّل كابوسًا لن يتحمله أحد.
إقدام التحالف على الهدنة تُعبّر عن حرصه على حياة الناس، في خطوة لاقت ردود أفعال وترحيبًا على صعيد واسع، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة سياسية.
في المقابل، فإنّ الرد الحوثي عبر هذا التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.