عقدة الشرعية من انجازات الانتقالي تظهر في حضرموت وسقطرى
صعًدت مليشيات الشرعية من انتهاكاتها ضد قيادات المجلس الانتقالي، وبدت جرائم الشرعية هدفها الأساسي استفزاز القيادات الجنوبية، غير أنها تحمل رغبة واضحة في الانتقام لمحاولة فك العقدة تسبب فيها الانتقالي بفعل نجاحاته في الجنوب منذ هروب وزراء الشرعية في شهر أغسطس الماضي.
على مدار الأشهر الماضية ظل قيادات المجلس الانتقالي يحصدون الانتصارات واحدة تلو الأخرى سواء كان ذلك عسكرياً من خلال الانتصارات التي تحققت في جبهة الضالع بمواجهة مليشيا الحوثي، أو سياسيا واجتماعياً من خلال الأدوار الفاعلة للانتقالي في محافظات الجنوب بعد أن استطاع أن يشكل حاضنة شعبية فشلت الشرعية في تحقيقها طيلة السنوات الماضية.
أدركت الشرعية أن تعرضت لهزائم متتالية من المجلس الانتقالي الجنوبي وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي تقدم فيه الجنوب عسكرياً قامت هي في المقابل بتسليم الجبهات للمليشيات الحوثية، وكذلك فإن الانتقالي حافظ على تماسك المحافظات الجنوبية في وقت تردت فيه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مناطق سيطرتها.
ولعل إقدام المجلس الانتقالي على اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة انتشار فايروس كورونا شكلت عقدة جديدة بعد أن وقفت الشرعية كالمتفرج على هذه الإجراءات التي لم تستطع على اتخاذها، بل أنها ذهبت مسرعة إلى التصعيد العسكري في محاولة لفك العقدة وتعويض ما تعرضت له من هزائم.
أدان أعضاء الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي بوادي حضرموت اعتداء أفراد المنطقة العسكرية الأولى، الخاضعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، على قيادات المجلس في مستشفى سيئون، الخميس الماضي.
واستنكروا، في بيان أصدروه عقب لقاء تشاوري، أمس السبت، اعتداء أفراد المليشيا الإخوانية الإرهابية على فريق حملة الرش والتعقيم لمنع الإصابة بفيروس كورونا في أقسام المستشفى، بعد انطلاقها في جو مفعم بالارتياح من المسؤولين والنزلاء والمواطنين.
وقالوا إن تلك الانتهاكات الإجرامية لن تثنينا عن حماية حقوقنا، بل تزيدنا قوة وصلابة وتلاحم لاستعادة أرضنا ودولتنا. وناشدوا منظمة الصحة العالمية، ودول التحالف العربي الوقوف أمام تلك الممارسات.
وأضافوا أن المجلس الانتقالي الجنوبي سخّر إمكانياته للإسهام في الوقاية من تفشّي هذا الوباء الفتاك، وشكل اللجان المتخصصة والفرق الشبابية الطوعية ورفدها بالمواد والوسائل الوقائية، برعاية الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأكدوا أن عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية مزقوا الملصقات الإرشادية بطريقة مرعبة وبأساليب عنجهية لا ترتقي إلى مستوى التعامل الإنساني، واستجوبوا عضو الجمعية الوطنية، الشيخ مبارك بن عبودان الجابري، وتوعدوه بالملاحقة.
وأشاروا إلى أن أفراد مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، أنكروا أصحاب الأرض، سكان وادي حضرموت، ووصفوهم بالصوماليين والهنود.
واستعرض المجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، خلال اجتماعه اليوم الأحد، تطوارات الأوضاع في الأرخبيل، وسط حالة الانفلات الأمني بالمحافظة، وإصرار مليشيا الإخوان على نشر مجاميع مسلحة خارجة عن النظام والقانون لعسكرة المدن.
وقرر المجلس تنظيم وقفة للتنديد بانتهاكات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في المحافظة، رفضا لسياسة الاعتقالات والمطاردات لناشطين وقياديين جنوبيين.
وتفقدت القيادة المحلية مقري الحزام الأمني والشرطة العسكرية، بالإضافة إلى الوحدات العسكرية المنضمة للقوات الجنوبية، وشددت على أهمية رفع الجاهزية الأمنية في هذا التوقيت الاستثنائي، وعدم الانجرار خلف الاستفزازات.
وكانت المليشيات الإخوانية قد اعتقلت الأسبوع الماضي، ستة ناشطين حقوقيين في سقطرى، فيما أصدر المحافظ الإخواني رمزي محروس، مذكرات اعتقال بحق الناشطين، بينهم "ضمداد وباوزير وبن قبلان"، وأمر باعتقال كل من يعرقل تشغيل محطة رجل الأعمال الإخواني المدعو أحمد صالح العيسي، المقرب من الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر.