القوات الجنوبية: معارك الضالع لا تمنع تحصين العاصمة عدن
دائما ما تعًول مليشيات الإخوان على انشغال القوات الجنوبية بالمعارك المستمرة في جبهة الضالع، إذ أنها تعتقد أن ذلك بمثابة ثغرة تمكنها من الهجوم على العاصمة عدن، غير أن جميع الوقائع الماضية أثبتت أن تواجد القوات الجنوبية بكثافة على جبهات شمالي الضالع لا تمنع من تأمين العاصمة عدن.
وفي أحداث أغسطس الماضية قامت القوات الجنوبية بإرسال وحدات عسكرية من جبهة الضالع لتأمين العاصمة عدن، غير أن ذلك لم يؤثر على مجمل الأوضاع على الجبهات في وقت قامت فيه المليشيات الحوثية بالتصعيد في محاولة لاستغلال اندلاع معارك في العاصمة عدن وأبين وشبوة.
وفي تلك المعارك تمكنت القوات الجنوبية من طرد المجاميع الإرهابية في العاصمة عدن، وأيضاً حققت انتصارات متتالية في جبهة الضالع، وهي الانتصارات التي مكنتها من الاعتراف بها كطرف دولي معبر عن أبناء الجنوب بعد أن وقعت على اتفاق الرياض في شهر نوفمبر الماضي، وهو ما يعني إمكانية تكرار الأمر مجدداً حال اقتضت الضرورة ذلك.
وخلال الأيام الماضية أرسلت الشرعية مجاميع إرهابية إلى مدينة شقرة بمحافظة أبين في محاولة لاختراق العاصمة عدن، غير أن القوات الجنوبية أقدمت على تأمين العاصمة عدن وردعت أي محاولات تصعيدية، وبرهنت من جديد على أن معارك الضالع لن تعقيها دفاعها عن كامل الأراضي الجنوبية.
ونفذت الأجهزة الأمنية أمس السبت، انتشارًا واسعًا في كافة القطاعات والمناطق الأمنية مع تكثيف اجراءاتها المشددة في الحواجز الأمنية ونشر دوريات على عدد من المداخل الرئيسية في مختلف المديريات، وأكدت جاهزيتها واستعدادها الكامل لمواجهة أي تحرك للعناصر الإرهابية أو التخريبية الخارجة عن النظام والقانون.
أشادت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، خلال تفقدها اليوم الأحد، مبنى الأمن العام، بدور الأجهزة الأمنية في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، واطلعت القيادات على جاهزية القوات في المعسكرات ومدى قدرتها على اكتشاف الخلايا النائمة.
وتتأهب القوات الجنوبية للتصدي لأي هجوم غادر من مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، فيما تحرص قيادة المجلس الانتقالي في محافظة ابين على تفقد المقرات الأمنية والعسكرية.
وتواصل المليشات الإخوانية الإرهابية الحشد لاجتياح عدن، واستقدمت 40 طقمًا عسكريًّا، كشفت مصادر عن استقرارها في معسكر عكد بالمنطقة الوسطى.
وقبل أيام أيضًا، شوهدت تحركات مريبة لمليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، في قرن الكلاسي شرق مدينة زنجبار.
والحشود الإخوانية في قرن الكلاسي وصفت بأنها كبيرة، وتعد الأولى من نوعها، ولم تحدث من قبل بهذا الحجم، فيما حذّر مراقبون من أنّ هذا تصعيد خطير من قبل قوات الشرعية الإخوانية في منطقة شقرة.
وأبرزت صحيفة العرب في تقرير بعددها الصادر اليوم الأحد، التوترات الأمنية التي تقف خلفها مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في مدينة شقرة بمحافظة أبين.
ونقلت عن مصادر قولها إن التوتر بين القوات الجنوبية ومليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية بلغ مستوى خطيرا، وأن العاصمة عدن تستعد لمواجهة الاجتياح الرابع.
ولفتت المصادر إلى أن قوات حكومية تابعة لما يسمى “الحماية الرئاسية” وعناصر قبلية مازالت تحتشد بشكل لافت مع وصول المزيد من التعزيزات من محافظتي شبوة ومأرب، لتنفيذ عملية عسكرية باتجاه أبين وعدن أطلق عليها ناشطون وإعلاميون من حزب الإصلاح “الفجر الجديد”.
وحذرت من أن اندلاع المواجهات سيكون بمثابة إعلان لطيّ صفحة اتفاق الرياض إلى الأبد، وأن هذا الاتفاق لن يكون مقبولا في حال هاجمت قوات الإخوان عدن وأبين.
وأشارت إلى حالة استنفار في العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين، تحسبا لأيّ تحركات لخلايا نائمة تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية.