نقصُها على كل جنوبي ابي اشم
محمد النقيب
الكل يدافع عن الكل ولاجل الوفاء بهذا العهد نستعذب العذاب ونشتهي الوجع حتى الموت ، نحن إذاً في اقوى حال ما دمنا كذلك .
اخي الجنوبي : هذا أنت الإنسان الحر الكريم والفارس النبيل الأبي الأشم وهذه واحدة من قصصك الملحمية نرويها لك هذه المرة من الضالع بطلها قائد إرتقى اليوم شهيدا في جبهة باب غلق .
في 12 يناير 2019م إستشهد البطل رعد محمد علي ناجي العاقل ووارته منطقة حمادة طهر ثراها بجوار عشرات الشهداء من ابنائها ، كان بوسع والده الإكتفاء بالتضحية و إيثار السلامة وجعل التضحية المستحقة منه لوطنه واهله هو ان يبحث عن درب بعيدا عن الحرب ليبقى على قيد الحياة فلعل اسرته بحاجة لحياته اكثر من حاجتها لإستشهاده، لكنه القائد الإستثنائي الكبير من ان تسكنه هواجس الصغار ، كان أعظم من أن يتملكه وهن التعويل على غيره في طريق الخلاص ، كان من المؤمنين منذ البدء انها قضيتهم وأنهم وحدهم المعنيون بها وأن على كل منهم أن يقوم بدوره ويؤدي واجبه حتى لو تخلف الاحرين ، حتى وإن لم يبقى على تراب وطنهم سوى حكايات الاسر الاستشهادية.
واصل الشيخ القائد محمد علي ناجي العاقل ملازمة خطوط النار الامامية حتى فاضت صباح اليوم روحه الواهبة الفادية للوطن الى بارئها شهيدا وفي الجبهة ذاتها التي إستشهد فيها نجله رعد
ارقام الشهداء في الضالع دخلت جدولة جديدة - كذا شهيد من اسرة واحدة - كاولاد الشوبجي الابطال الى اشقاء صالح شايف ابو اصيل الى العديد من الاسر في حجر البطولة وجحاف والمدينة والازارق والشعيب والحصين وسناح وكذلك مريس ولايبدوا ان الصدارة ستستقر على اسرة بعينها طالما وكل يوم تنظم اسر إستشهادية منافسة
الجرح جرحنا جميعا ووطنك مصيرك وقضيتك الكبيرة مستحقة هذا الفداء ، فهي من تحدد بقاءك وإنسانيتك وحاضرك ومستقبلك ، اما الضالع فحقها علينا ان نقف امام جلال دمها المسفوك ونتابع بإكبار كيف يقرر هؤلاء الفادون من ابطال جبهاتها وفي لحظة فارقة تحمل العبء وحدهم ؟ لماذا يختارون تجاوز محدوديتهم وذواتهم وعوالمهم الخاصة ليفتدوا الجميع ؟ لماذا يؤثرون دفع اكبر الأثمان ؟ ودون من ولا شعور بالندم او الخسارة؟