قوة الجنوب
علاء حنش
(دولة جنوبية كاملة الأركان).. ربما يبدو من أول ولهة لقراءة هذه العبارة انني أبالغ، غير أن الحقيقة تقول عكس ذلك، بل أن العبارة لم تعطي الجنوبيين حقهم الكامل فيما وصلوا إليه اليوم من قوة (عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا)، وأصبح أبناء الجنوب قاب قوسين أو ادنى من استعادة دولتهم السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.
*لن أتحدث عن الإنجازات التي حققها الجنوبيين منذُ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لأن ذلك يحتاج لمجلدات، بل سأتحدث عن ما حدث أمس واليوم فقط، ولنبدأ من الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في شمال محافظة الضالع الأبية، والتي لقنوا خلالها ميليشا الحوثي هزائم عنيفة في العتاد والأرواح، بل وصل الأمر لمقتل قيادات حوثية بارزة، مع العلم أن الحوثيين دفعوا بتعزيزات كبيرة إلى جبهة الضالع قبل أيام ظنًا منهم أن الضالع ستكون سهلة لا سيما مع أحداث شقرة بأبين، وحشد قوات الشرعية (التي يسيطر عليها حزب الإصلاح) ليتفاجأوا بصمود جنوبي أسطوري أرعب الحوثيين، وزعزع كيانهم.
انتصارات قواتنا المسلحة الجنوبية الأبية في شمال الضالع يأتي في ظل حشد الشرعية لقواتها في شقرة سعيًا منها لاقتحام عاصمة الجنوب عدن، غير انهم انصدموا بقوات جنوبية هائلة قادرة على هزيمتهم في غضون أيام لولا أن الجنوبيين يحترمون الاتفاقيات التي يتعهدون بها.
أعداء الجنوب ظنوا بأن الجنوب لا يمتلك قوة عسكرية تستطيع إيقاف قوات الشرعية بشقرة، وتهزم الحوثي بالضالع، بل انهم ظنوا بأن قوة قواتنا الجنوبية كلها في شقرة والضالع، فحاول زعزعة العاصمة عدن من الداخل ليتفاجأوا بانتشار أمني كبير في كل انحاء عدن، حينها ذهبوا إلى الصبيحة في محاولة لاختراق الجنوب منها، ليتفاجأوا أيضًا بقوة عسكرية جنوبية قادرة على كسر شوكتهم.. هذا كله ونحن لم نتحدث عن قواتنا المتواجدة في ردفان ولحج وعدن والساحل الغربي، وفي الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية.
نعم.. هكذا أصبح الجنوب قويًا بقواته المسلحة القادرة على مواجهة أكثر من عدو في زمن واحد.
*أما فيما يخص الانتصارات الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية الجنوبية، فقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعمل بجهد منقطع النظير، وتعمل على عدم ظهور جائحة كورونا في الجنوب.. ولأنني قلت في بداية المقال بأني سأتحدث عن أحداث جنوبية حدثت (أمس واليوم فقط)، فسأذكر الاجتماع الاستثنائي الذي عقده الفريق الاقتصادي للمجلس الانتقالي الجنوبي صباح اليوم الإثنين 20 أبريل / نيسان 2020م بالعاصمة عدن، والذي أقر جملة من الاجراءات الآنية لتحسين التيار الكهربائي، وفي مقدمتها إعادة تشغيل المحطات التجارية المتوقفة عن العمل بشكل استثنائي ووضع جدولة واضحة لمعالجة المطالبات المالية لمالكي المحطات مع الحكومة، والبدء بشراء الاحتياجات الأساسية للعملية التشغيلية والتنسيق مع المصفاة لتوفير الوقود الكافي للمحطات لتغطية العجز خلال شهر رمضان المبارك.
*وعلى المستوى السياسي، فقيادة الانتقالي الجنوبي تقوم بدور كبير، واستطاعة الوصول إلى أروقة دول عظمى في فترة وجيزة وبمرونة سياسية عالية كان آخرها التوقيع على اتفاق الرياض بقلب عاصمة السعودية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2019م.
*ختامًا.. نستطيع القول بأن الجنوب أصبح يمتلك قوة عسكرية وسياسية واقتصادية قادرة على مواجهة أكثر من عدو وأزمة في زمن ومكان واحد.