انشقاقات الحوثيين.. صراع تاريخي بين صعدة وصنعاء
ارتفعت حدة الصراعات في صفوف ميليشيات الحوثي بشكل غير مسبوق، خصوصا بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والهزائم المتتالية التي تتكبدها الميليشيات الموالية لإيران على مختلف جبهات القتال.
فحتى ما قبل بروزها كجماعة متمردة مسلحة، عصفت الصراعات البينية بشكل كبير بالجماعة الحوثية، وهي صراعات طفت إلى السطح للمرة الأولى بانشقاق محمد سالم عزان أول أمين عام لتنظيم "الشباب المؤمن" وإهدار دمه بفتوى من بدرالدين الحوثي.
وبعد مقتل حسين الحوثي عام 2004، تخلص عبدالملك الحوثي، لإحكام قبضته على الجماعة، من أبرز قادتها العسكريين والسياسيين أمثال الرجل الثاني في الجماعة آنذاك، صالح هبرة، الذي توارى عن الأنظار أواخر عام 2014، والذي تقول عائلته إنه يقبع تحت الإقامة الجبرية في إحدى مديريات صعدة.
وتشير مصادر إلى أن عبدالملك الحوثي تخلص كذلك من عبدالله الرزامي، قائد معارك الحوثيين في الحروب الستة، الذي تشير بعض المصادر إلى أنه قتل.
صراع جناحي صنعاء وصعدة
ومع تطور الصراع في جماعة الحوثي الإيرانية، بات الصراع يأخذ شكلا مختلفا عن ما سبق، حيث برز صراع بين ما يعرف بجناحي صنعاء وصعدة.
وهو صراع يتفرع عن آخر قديم بين العائلات، التي تشكل أركان الجماعة الحوثية، وبات يتخذ شكلا يعتمد على المناطق المسيطر عليها.
وتسود حالة من التذمر بين أوساط القيادات المنتمية إلى محافظتي صنعاء وذمار من جراء هيمنة وسيطرة القيادات المنتمية لمحافظة صعدة، التي يثق بها عبدالملك الحوثي.
ومع اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومحاولة الميليشيا الموالية لإيران تقاسم غنائم حزبه من مناصب ونفوذ، صب ذلك المزيد من الزيت على نيران الصراع "الحوثي الحوثي".
وظهر جليا مع تبادل الاتهامات عن الخسائر العسكرية المتتالية في عدد من جبهات القتال، ما عزز من حدة الصراعات التي يتوقع مراقبون أن تتحول إلى مواجهات مفتوحة بين أجنحة الجماعة الحوثية قريبا، خاصة مع تفاقم الخلاف بين رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد ورئيس ما يسمى باللجان الثوري محمد علي الحوثي.
وتشير تقارير إلى رغبة الصماد في بقاء الوضع السياسي الحالي على ما كان عليه أثناء فترة شراكته مع حزب المؤتمر الشعبي العام، بينما يسعى محمد علي الحوثي إلى إعادة اللجان الثورية للحكم بنفس الآلية التي طبقتها الميليشيات الموالية لإيران في العام الأول من الانقلاب.