دراسة بريطانية تكشف العلاقة بين العوامل الوراثية والإصابة بكورونا
وثق باحثون بجامعة" كينغز كوليدغ" في لندن العلاقة بين العوامل الوراثية وتأثيرها في الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدين أن أعراض مرض (كوفيد-19) تعود جزئيا إلى التركيب الجيني.
وتستند نتائج الدراسة إلى البيانات التي تم جمعها من خلال تطبيق "تعقب أعراض كوفيد-19"، الذي أطلقه الفريق الشهر الماضي.
وشجع فريق البحث المواطنين على استخدام التطبيق لتتبع ما يشعرون به يوما بعد يوم، كما طلب من آلاف التوائم في المملكة المتحدة، الذين كانوا بالفعل جزءًا من مشروع بحثي آخر، استخدام التطبيق وتسجيل ما إذا كانت لديهم أعراض أم لا.
استخدم الفريق خوارزميات التعليم الآلية، إلى جانب بيانات لـ 2.7 مليون مستخدم للتطبيق، وتمّ اختبار العديد منهم لفيروس كورونا، للتوصل إلى مجموعة من الأعراض التي تشير إلى أن الفرد من المحتمل أن يكون لديه كوفيد-19.
ثم ركز الفريق على بيانات أكثر من 2600 توأما لمحاولة تحديد ما إذا كانت الأعراض التي يعاني منها أولئك الذين تنبأوا بإصابة كوفيد-19 مرتبطة بالمكونات الجينية.
وحسب البروفيسور تيم سبيكتور، أحد أعضاء الفريق "كانت الفكرة في الأساس أن ننظر إلى أوجه التشابه في الأعراض أو غير الأعراض بين التوائم المتطابقة، التي تشترك في 100 في المائة من جيناتها، والتوائم غير المتطابقة، التي تشترك فقط في نصف جيناتها".
البروفيسور تيم سبيكتور أضاف "إذا كان هناك عامل وراثي في التعبير عن الأعراض، فسوف نرى تشابها أكبر في التوائم الحقيقية من تلك غير الحقيقية وهذا هو الأساس الذي أظهرناه".
وأخذت الدراسة، التي لم تتم مراجعتها بعد، بعين الاعتبار ما إذا كان التوأمان في نفس الأسرة، حيث كشفت النتائج أن العوامل الوراثية أوضحت حوالي 50 في المائة من الاختلافات بين أعراض الأشخاص من مرض كوفيد 19، وفق "يورونيوز".
وبشكل أكثر تحديدا، وجد الفريق تأثيرا جينيا كبيرا لأعراض الحمى والإسهال والهذيان وفقدان المذاق والرائحة. على النقيض من ذلك، لم يكن هناك تغيّر في الصوت وسعال وتفادي تناول الوجبات وألام في الصدر والبطن مرتبطة بالمكون الوراثي.
وقال البروفيسور سبيكتور: "هذا المرض غريب للغاية، وهو مختلف بين الأشخاص، ما نظهره ليس عشوائيا، وهو لا يرجع بشكل أساسي إلى المكان الذي نعيش فيه أو الذي رأيناه، أمور كثيرة منه تعتبر فطرية".
وأضاف سبيكتور: "أعتقد أنه يمكنك القول إن احتمال الإصابة به يخضع لبعض التحكم الجيني".
ويأمل الفريق الطبي في أن تساعد النتائج العلماء في التأكد من الآليات التي يعمل بها كوفيد-19 على الجسم، بالإضافة إلى تقديم طريقة ممكنة للتنبؤ بأكثر الأشخاص عرضة للخطر من المرض.
"إن فهم كيفية أن أعراض كوفيد-19 تخترق السكان قد تشير إلى الآليات المسببة للأمراض الفيروسية، مثل السارس كوف-2، بالإضافة إلى تقديم فائدة في تخصيص موارد الرعاية الصحية النادرة، لا سيما أسرة العناية المركزة، حسب فريق البحث.
ويقول الفريق إن النتائج يمكن أن تساعد الباحثين في جميع أنحاء العالم على تحديد المتغيّرات الجينية التي تلعب دورا في تفسير سبب عدم إظهار بعض الأفراد لأعراض كوفيد-19، أو أبسط والتي يمكن أن تساعد بدورها في تطوير أدوية للمرض.
وحسب سبيكتور هناك أهداف أخرى محتملة، مشيرا إلى أن الوراثة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجهاز المناعي والميكروبات الموجودة في الأمعاء.