الجنوب على الطريق الصحيح
رأي المشهد العربي
يواصل الجنوب رحلته المليئة بالتحديات نحو تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وقد كانت أولى الخطوات الفاعلة على الأرض هي الإدارة الذاتية التي أعلنتها القيادة.
الجنوب دخل مرحلة فارقة في السادس والعشرين من أبريل الماضي، بعد إصدار المجلس الانتقالي الجنوبي قرار فرض الإدارة الذاتية للجنوب، وهي خطوة أولى على طريق صعب، لكنّها ستنتهي بالنصر الكبير في نهاية المطاف.
وفيما قوبلت خطوة الإدارة الذاتية بكثير من التلاحم الشعبي وراء القيادة السياسية تعبيرًا على تأييد هذه الخطوة شديدة الأهمية، فقد سار المجلس الانتقالي على خطٍ موازٍ استهدف نقل الصوت الجنوبي الحر والعادل إلى العالم أجمع.
تجلّى ذلك في الخطوات الدبلوماسية التي سلكها المجلس الانتقالي من أجل شرح وتوضيح أهمية إعلان الإدارة الذاتية، ولعل هذا التوجّه الدبلوماسي تُوِّج بدعمٍ خارجي، تجلّى مثلًا في تأكيد المبعوث الأممي مارتن جريفيث لأهمية هذه الخطوة وأنّ الانتقالي طرف فاعل ورئيسٌ في المشهد.
وفيما من المتوقع أن تستعر المؤامرة الإخوانية في الفترة المقبلة ضد الجنوب، فقد أصبح لزامًا تحقيق المزيد من التكاتف لعبور هذه المرحلة الصعبة، التي تحتاج إلى يقظة كاملة لكبح جماح المؤامرة.
وأصبح الجنوبيون في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.