مراسل فرنسي: قطر تقمع مواطنيها بقانون «المافيا»

الاثنين 15 يناير 2018 12:59:45
testus -US
نقلاً عن "الخليج"
كشف مراسل صحفي فرنسي، أن «السياسة، دوائر المال، الغاز».. ثلاث محرمات يمنع الحديث عنها في قطر، سواء بالنسبة للإعلام أو مواطني الدولة، أو الأجانب المقيمين.

وقال كريستيان شينو الذي أقام لفترة في قطر، وأصدر حولها عدة كتب تسببت في قيام الدوحة بمنعه من دخولها، لإذاعة «ﻓرانس انتر» الفرنسية، إن مهنة الصحافة غير محبذة في الدوحة، كما أن مناخ الحرية يكاد يكون منعدماً، ولا يشجع على العمل الصحفي، عدا صحفيي «المدح الأنا لتميم» و«التملق لغرور» أمير البلاد.
وأشارت الإذاعة إلى أن شينو يعرف قطر؛ لأنه مكث فيها عدة سنوات، وكوّن فكرة كبيرة عن أوضاعها الديمغرافية والسياسية، وعلاقة النظام بوسائل الإعلام.

وقال شينو للإذاعة الفرنسية إن هناك خطوطاً حمراً لا يمكن للصحفيين التحدث فيها، حتى الصحفيين الأجانب الذين يأتون الدوحة، وهي السياسة والدوائر المالية، والغاز الخام «من أين يأتي؟ وأين يذهب العائد؟».
وتابع أن هذه المواضيع تعد مثلثاً يحظر التحدث عنه، وكأنه تطبيق لقانون «أوميرتا».

وقانون «أوميرتا» هو عرف نشرته المافيا في مدن إيطالية، حيث يحرم على السكان الإدلاء بأي معلومات للشرطة عن أي جريمة رأوها، أو عن أي مجرم مطلوب للعدالة، وإلا يكون الثمن حياة من تحدث.

وعن مناخ الحرية لوسائل الإعلام في قطر التي تتهم خصومها بقمع الحريات، قال الصحفي الفرنسي: «الكلمة في الدوحة ليست حرة، مثل البلاد التي تتمتع بحرية صحافة مثل بيروت والقاهرة»، محذراً الصحفيين الذين يحصلون على معلومات تهدد مصالح أمير البلاد، من أن عواقب نشر تلك المعلومات يشكل خطراً على الصحفي، وتعد «خطيرة جداً».

وشينو له عدة مؤلفات كشفت عن الكواليس والأنشطة الخفية للنظام القطري، منها كتاب: «أمراؤنا الأعزاء جداً»، الذي صدر عام 2016، وكشف عن تواطؤ ساسة ومسؤولين فرنسيين مع النظام القطري، للحصول على الامتيازات في الضرائب، كما رصد الكتاب الهدايا والشيكات التي حصل عليها ساسة من سفير الدوحة لدى باريس. وفي كتاب: «قطر.. سر الخزائن المغلقة» عام 2013، كشف الكاتب عن تمويل النظام القطري للجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم من أموال وأسلحة لإثارة القلق في المنطقة.

كما كشف عن الدور القطري في إسقاط الأنظمة عبر تمويل الجماعات الإرهابية.
وأصدر هذا الكاتب مؤلفاً عام 2005 بعنوان: «ذاكرة الرهينة» عن تجربته عندما اتخذ رهينة لدى جماعات إرهابية في 2004، وكشف في كتابه عن أن تلك الجماعات كانت مدعومة من قطر، وأنها هي التي توسطت لدفع الفدية. وروى شينو للإذاعة الفرنسية أنه بعد نشره لتلك الكتب، خاصة مؤلفه الأخير، فإنه خلال زيارته الأخيرة للدوحة بمجرد هبوطه من الطائرة، تم اعتقاله من قبل السلطات القطرية ومنعه من دخول البلاد، مشيراً إلى أنه حتى المساعي الدبلوماسية الفرنسية لم تفلح في وقف هذا المنع.

وعاد شينو ليروي الأوضاع السياسية في قطر، قائلاً: «المجتمع المدني غير موجود، أفراد معدودون على أصابع اليد هم حكام البلاد، الذين يملكون المليارات».