العرب اللندنية : قطر تتحالف مع الحوثيين وتسعى لاستنزافهم عبر الإخوان
في الوقت الذي تعمل فيه قوات التحالف الدولي على استعادة الشرعية في اليمن وحماية أمن السعودية والمنطقة من صواريخ الحوثيين ومساعي التمدد الإيراني، تجري معركة أخرى في اليمن، هي الأكثر خطرا ومصيرية للبلاد وللسعودية وللمنطقة. تدور رحى هذه المعركة بين الإخوان والحوثيين، وكلاهما ورقة تحركها قطر من أجل إطالة عمر الحرب، وسبق أن قال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قبيل تصفيته على أيدي الحوثيين إن “الدوحة موَّلت الحوثيين و(الإخوان) نكاية في الرياض، ولأن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على حل الأزمة اليمنية”.
تدخل الحرب في اليمن عامها الثالث دون أي تقدم للقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمناطق الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون. وكشفت الحرب الدائرة هناك ضعف القوى اليمنية المناهضة للحوثيين، ناهيك عن الحسابات الإقليمية التي حالت دون الدخول في معركة حقيقية بين الحوثيين الموالين لإيران وأطراف قوات الشرعية الموالية للإخوان.
رفضت هذه الأطراف الدخول في مواجهة حقيقية ضد الحوثيين استجابة لرغبة الدوحة التي لا تريد أن يدخل حلفاؤها في معركة قد تستنزفهم في مواجهة الحوثيين الذين قاموا بتصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بتسهيل من أطراف إقليمية بينها قطر، التي اعتقدت أن انتصار صالح على الحوثيين يعني نهاية حتمية لطموحات حليفتها إيران من جهة وفشل آخر يضاف إلى سلسلة فشلها في المنطقة.
وعلى الرغم من تأكيد السعودية اتهامات مدّ قطر للحوثيين بالأسلحة والأموال قبل الحرب وخلالها، إلا أن الحكومة اليمنية الشرعية ترفض الإدلاء بأي تصريحات مناهضة لقطر، وهو ما يؤكد على أن الدوحة باتت تتحكم في الحكومة الشرعية عبر سيطرة الإخوان.
ساهم علي عبد الله صالح في تأسيس فرع تنظيم الإخوان في اليمن في العام 1990 من أجل مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني، عبر المجاهدين العرب الذين عادوا من أفغانستان وشكّلوا في ما بعد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وهو الفرع الأشدّ تطرفا، كما تصفه الولايات المتحدة الأميركية.
وعُرف عن الفرع اليمني لجماعة الإخوان أنه هو من عمل على غرس الأفكار الجهادية، حتى أن علي عبدالله صالح ذاته قال “إنه فتح جامعة الإيمان لعبدالمجيد الزنداني لمواجهة الحزب الاشتراكي الجنوبي”. وتخرّج من جامعة الإيمان العديد من العناصر التي نفّذت عمليات إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهي الجامعة التي ظلت بعيدة عن أعين الإعلام والحكومة اليمنية.
ولم تدُم علاقة الود بين صالح والإخوان، وتطوّر التوتر إلى عداء وخصومة سياسية. ليجد الإخوان في أحداث 11 فبراير 2011 الفرصة للانتقام من انقلابه عليهم. وحاول تنظيم الإخوان، في خضم تلك الأحداث، اغتيال الرئيس اليمني السابق بقصف دار الرئاسة اليمنية بصاروخ، وهي الحادثة التي أصيب فيها علي عبدالله صالح وفقد أبرز رجاله الذين عملوا معه طوال سنوات حكمه.
وبعد أن تلقّى صالح العلاج في المملكة العربية السعودية، وعاد إلى بلاده إثر المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية سعى إلى الانتقام من الإخوان بالتحالف مع الحوثيين الذين حاربهم في ست جولات بصعدة بدعم سعودي، لكن الإخوان سرعان ما تداركوا الأمر وأعلنوا عن فتح صفحة جديدة مع الحوثيين.
وفي نفس الوقت قالوا إنهم لن ينجرّوا في حرب طائفية نيابة عن السعودية التي كانت صنّفت إخوان اليمن حينها على قائمة التنظيمات الإرهابية. وخلط إعلان الإخوان المصالحة مع الحوثيين أوراق علي عبدالله صالح، الذي كان يخطط للعودة لحكم اليمن، عن طريق نجله أحمد الذي عزله الرئيس عبدربه منصور هادي من قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، تلبية لرغبة الإخوان الذين كانوا ينظرون إلى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة على أنها قوات تدين بالولاء لعائلة الرئيس عبدالله صالح.
الإخوان رفضوا مواجهة الحوثيين
“لن ننجرّ للقتال دفاعا عن الجيش اليمني”، هكذا علقت قيادات حزب الإصلاح قبيل لقاء جمع قادتها بزعيم الحوثيين في صعدة في العام 2014، قبل أن تتحدث وسائل إعلام إخوانية عن مصالحة الجماعة مع الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك لمواجهة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان يسعى حينها للتخلص من الإخوان والحوثيين معا، قبل أن يرضخ لاحقا لإملاءات الإخوان، تلبية لرغبة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر الذي يعتبره عبدربه منصور هادي صاحب الفضل في وصوله إلى سدة الحكم، خلفا لعلي عبدالله صالح الذي انقلب عليه الأحمر وأيد انتفاضة الإخوان في العام 2011.
وكشف انقلاب الحوثيين وبدعم من قوات صالح على الرئيس هادي عن تقارب الأطراف اليمنية الثلاثية (الحوثيون والإخوان والمؤتمر)، فحين كانت ميليشيات الحوثي تحاصر منزل هادي في صنعاء، كانت تلك الأطراف تتحاور في موفنبيك بصنعاء للتوافق على رئيس بديل له، غير أن الرئيس اليمني نجح وبمساعدة زعماء قبائل في الخروج من صنعاء إلى عدن ومنها إلى الرياض، قبل أن تنطلق عاصفة الحزم بقيادة السعودية لإيقاف تمدد الحوثيين صوب الجنوب.
بعد عشرة أيام من الغارات المكثفة والمقاومة الجنوبية، أعلن الإخوان تأييدهم لعاصفة الحزم ببيان سياسي، دون أن تكون لهم أي مشاركة حقيقية على الأرض. وانتقل الإخوان إلى مأرب التي ظلت عصية على الحوثيين، إثر الرفض القبلي للزيود القادمين من الهضبة الزيدية.
لكن الإخوان استطاعوا وعن طريق الجنرال علي محسن الأحمر بناء قوات عسكرية ضخمة قادرة على السيطرة وفرض تنظيم الإخوان في الحكم، وهي القوات التي ترفض التقدّم صوب صنعاء لاستعادتها من قبضة الحوثيين، رغم جلوس قادة التحالف مع زعماء التنظيم، الموالي لقطر، دون أن يفي الإخوان بالتزاماتهم، وهو ما دفع التحالف إلى التلويح بأوراق أخرى، يعتقد أنها كفيلة باستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين.
يعتقد الإخوان أن إطالة أمد الحرب في اليمن سيعود عليهم بالفائدة العسكرية والسياسية، فحزب المؤتمر الشعبي العام من المحتمل أن يدخل في معركة مصيرية مع الحوثيين ستنهك الطرفين، وهو ما يعني أن الإخوان يتحينون الفرصة للتقدم صوب صنعاء وإسقاطها بعد أن يكون الحوثيون والمؤتمر قد خارت قواهم، ليفرضوا سيطرتهم العسكرية والسياسية على العاصمة.
وتشير التحركات الأخيرة للإخوان إلى أن معركة صنعاء لم تعد تهمهم بقدر ما يهمهم اجتياح عدن مرة أخرى، بدعوى منع الانفصال ومحاولة كسب القوى الشمالية التي ترفض استقلال الجنوب، وهو ما بدأته الجماعة بالسيطرة على قرار السلطات المحلية في لحج والضالع وأبين.
وتؤكد التغييرات التي طرأت مؤخرا على الحكومة اليمنية والحكومة المحلية نية نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر السيطرة على عدن وشبوة، وكانت تلك القرارات قد أقصت القيادات الجنوبية وكذلك وزير الداخلية الذي دخل في خلاف كبير مع الأحمر على الكثير من القضايا منها المالية والنفوذ في الجنوب.
تدعم دول التحالف العربي لملمة حزب المؤتمر الشعبي العام. وترى الكثير من الأطراف أنه لا بد من بقاء المؤتمر كحزب قوي، نظرا إلى عدم وجود أي ارتباطات إقليمية أو دولية له مثل جماعتي الحوثيين والإخوان، إلا أن الأخيرة ترفض ذلك وتصرّ على أن يلاقي المؤتمر نفس المصير الذي لاقاه مؤسسه.
حزب علي عبدالله صالح انقسم إلى ثلاثة أجزاء
واحتفلت قطر باستنساخ الحوثيين لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، وهو ما تراه قد رسم النهاية لحزب المؤتمر الذي تقول تقارير إخبارية إخوانية إنه انقسم إلى ثلاثة أحزاب (جزء مع الحوثيين وآخر مع هادي وثالث يسعى نجل شقيق صالح (طارق) إلى لملمته بعيدا عن الحوثيين وهادي).
وتقول صحف قطرية في تعليق لها على الحزب بعد مقتل رئيسه “قُتل صالح، وطُورد المؤتمريون، واُقتحمت منازلهم، وحسب تقارير حقوقية فإن العشرات من القادة العسكريين الموالين للحزب أُعدموا، فيما اُختطف سياسيون آخرون من قِبل الحوثيين، في صورة ربما تتجاوز عملية (اجتثاث) الحزب الاشتراكي اليمني، عقب حرب صيف 1994، من قِبل (صالح)”.
يعتقد الإخوان أن تشظي المؤتمر وتفككه سيمنحهم قاعدة شعبية كبيرة، خاصة وأن جماعة الحوثي باتت منبوذة شعبيا وإقليميا ودوليا، جراء ما تواصله من ارتكاب لجرائم ضد الإنسانية. وذهب كاتب من الإخوان “إن الحوثيين سيحرصون على بقاء المؤتمر لكن بصورة ضعيفة، وفق ما تقتضيه المصلحة السياسية للجماعة، ومع ذلك لن يسمحوا للحزب بأن يتجاوز خطوطهم العريضة هذا يعني أن المؤتمر عمليّا أصبح مسلوب القرار والتوجه، من قبل الحوثيين”.
ولأن الإخوان كانت لهم تجربة في القضاء على الحزب الاشتراكي الذي أسس في جنوب اليمن على يد عبدالفتاح إسماعيل، فإنهم يرون أنه من الضرورة القضاء على حزب المؤتمر بنفس الطريقة التي انتهى بها حزب المؤتمر وأصبح فرعا من تنظيم الإخوان الذي جمع الأحزاب اليمنية تحت جناحه ليمارس عليها دور القيادة في ما عرف باللقاء المشترك، وهو التنظيم السياسي الذي أعلن نهاية الحزب الاشتراكي اليمني إلى الأبد، وأصبح منبوذا في الجنوب قبل الشمال.
كانت الأخطاء التي ارتكبها الحزب في الجنوب على يد مؤسسه عبدالفتاح إسماعيل عاملا مساعدا في القضاء عليه من قبل تنظيم الإخوان الذي أنشأه علي عبدالله صالح لهذه المهمة التي نجح فيها بامتياز وأصبح شريكا في تقويض الوحدة أقصى مطالب له هي استعادة مقرّاته التي سلبها المؤتمريون والحوثيون معا عقب الحرب، وتخلّى عن القضية الوطنية التي دخل الوحدة اليمنية باسمها.
والتنظيم الذي صنعه صالح لضرب الاشتراكي يمارس اليوم نفس الدور للانتقام من المؤتمر الذي يرى أنه عقبة أمام سيطرته على الحكم في اليمن.
الرابح من مقتل صالح
يمكن القول إن تصفية علي عبدالله صالح انتصار لقطر أكثر من كونه انتصارا لإيران التي تقف خلف الحوثيين، فمقتل صالح أفقد الحوثيين الغطاء السياسي وتسبب بتزايد السخط الشعبي ضدهم والذين لم يرحموا حليفهم.
استطاع الحوثيون أن يزيحوا صالح من أمام الإخوان، وهم سيكونون البديل في ظل فشل القوى اليمنية الأخرى في المنافسة على المشهد السياسي؛ لكن الإخوان منقسمون اليوم في ما بينهم بين حمائم تدين بولاء المصلحة للسعودية وصقور تدين بالولاء العقائدي لقطر وتركيا ومن خلفهما إيران.
وبات تمدد حزب الإصلاح جنوبا يشكّل قلقا كبيرا على الجنوبيين الذين يرفضون كل القوى الشمالية التي شاركت في الحرب ضد بلادهم. ويرى الكثيرون أن الضالع ولودر قد أصبحتا في قبضة الموالين لقطر، ناهيك عن لحج المحافظة التي أصبح محافظها من الموالين للجنرال علي محسن الأحمر.
ويدور صراع بين الرئيس ونائبه على منصب محافظ عدن، حيث يدفع هادي بعلي هيثم الغريب القيادي الجنوبي فيما يدفع الأحمر بأحد القادة العسكريين الموالين له، لكن ربما جلس هادي والأحمر للتفاوض حول أن يذهب منصب المحافظ للغريب فيما يتم تسليم قيادة المنطقة العسكرية الرابعة للأحمر، والذي يعني أن الأحمر سوف يسيطر عسكريا على ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وأبين، بالإضافة إلى مدينة تعز الشمالية.
وفي خضم هذا الصراع، بات مكتب محافظ الضالع الجنوبية إخوانيا، وفي لودر دفع رجل أعمال يمني بميليشيات عسكرية إلى البلدة الجنوبية التي عرفت بهزيمتها لتنظيم القاعدة. ويبدو أن إرسال ميليشيات حزبية إلى لودر ليس الهدف منه تحرير مكيراس بل السيطرة على لودر لتصبح ثاني بلدة جنوبية في أبين بقبضة الموالين للأحمر بعد مودية.
لكن، يرفض أبناء لودر وجود قائد عسكري يدين بالولاء للأحمر أو للتيارات السياسية الشمالية، وسبق لهم أن نظموا تظاهرات مناوئة لقائد اللواء المُعيّن من الأحمر خلفا للقيادي في الحراك الجنوبي علي حسين القفعي الذي أطيح به من المنصب بقرار من الأحمر، كما قالت مصادر عسكرية حينها. ويرفض أبناء لودر أن يحكمهم إخواني.
راهنت السعودية على الجنرال علي محسن الأحمر في محاولة لتفكيك طوق صنعاء القبلي وهزيمة الحوثيين، إلا أن الأحمر لم يحقق أي شيء طوال السنوات الثلاث الماضية، فقواته التي تمتلك ترسانة أسلحة عسكرية ضخمة لم تحرر بلدة صرواح في مأرب والتي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما ظلت قوات الأحمر رابضة في جبال نهم شرق صنعاء وفي ساحل ميدي غرباً.
وبعد أن دخلت الحرب عامها الثالث دون تحقيق تقدّم، بات من المؤكد فشل الرهان على علي محسن الأحمر المقرّب من النظام القطري والذي تعدّه الدوحة منذ سنوات على أنه رجلها الأبرز في اليمن، وباتت تدعم بروزه أكثر من الرئيس هادي المنتخب توافقيا.
واتضح الآن للتحالف العربي مسعى قطر لتهيئة اليمن لحلفائها، وذلك من جهة عبر الإخوان وتأثيرهم في قرارات الحكومة التي تدخلت قوات التحالف العربي على مساعدتها لاستعادة شرعيتها، ومن جهة أخرى من خلال الحوثيين، عبر تقديم الدعم اللوجستي من قطر ومن الجيش اليمني في مأرب الذي اعترف رئيس هيئة الأركان العقيلي أن جنوده يبيعون المعلومات والأسلحة للحوثيين والقاعدة.
اعتقدت قطر أنها تكسب الحرب في صنعاء لمصلحتها، مستغلة غياب استراتيجية سياسية بديلة للحرب العسكرية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية، لدعم الحكومة الشرعية رغم أنها تدرك الخلفية العقائدية لمن يحكم في القوات العسكرية اليمنية الحكومية التي تحارب إلى جانب التحالف، دون أن تضع البدائل فيما إذا حاولت هذه القوات التمرد على التحالف والحكومة الشرعية.
تؤكد كل المؤشرات أن عاما آخر سيمر على اليمنيين دون أن تضع الحرب أوزارها، فيما ستعمل قطر جاهدة على عرقلة التقدم نحو صنعاء والدخول في معركة جدية ضد حلفاء إيران، وذلك في مسعى لفرض أمر واقع يقضي إما بتسوية الأزمة الخليجية مع قطر مقابل حسم المعركة مع الحوثيين، وإما أن يذهب الإخوان في تسوية سياسية مع الحوثيين يتقاسم فيه الطرفان الحكم في صنعاء.
لكن، ظهور طارق صالح قائد الحرس الخاص للرئيس اليمني الراحل، في الجنوب، يأتي بمثابة رسالة من قوات التحالف العربي للحكومة الشرعية وتلويح بخيار بديل فيما إذا أصرت قواتها على عدم الدخول في قتال حقيقي مع الحوثيين واستعادة صنعاء.
ووصلت تلك الرسالة للحكومة الشرعية، وهو ما دفعها إلى الرد على لسان رئيسها أحمد بن دغر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، قبل أن تذهب وسائل إعلام تابعة للحكومة إلى اتهام التحالف العربي بإعادة قوات صالح إلى عدن، وهو ما نفته المقاومة الجنوبية التي أكدت أنها لن تسمح بتواجد أي قوات شمالية في الجنوب.
صحافي من جنوب اليمن