قوة الردع الجنوبية تحبط مخططات اختراق عدن
رأي المشهد العربي
استطاعت القوات المسلحة الجنوبية أن تثبت للعالم قدرتها على مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية وكذلك جماعة تنظيم الإخوان الإرهابية المهيمنة على الشرعية، وأضحت النجاحات التي حققتها في معارك مختلفة بمثابة قوة ردع لأي محاولات تستهدف أمن الجنوب وبالتحديد العاصمة عدن، وهو ما ظهر مؤخراً في المعارك التي خاضتها ضد العناصر الإرهابية في أبين.
قوة الردع الجنوبية جعلت الشرعية مرتبكة في خطواتها تجاه الجنوب ففي البداية راهنت على عامل الوقت لإعادة تموضعها مجدداً في العاصمة عدن بعد أن طردتها القوات المسلحة الجنوبية في شهر أغسطس الماضي، ولعل ذلك ما دفعها للتوقيع على اتفاق الرياض من دون اقتناع به لحين انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على عدن، غير أن مخططها لم ينجح بالرغم من أنها قامت بعمليات حشد غير مسبوقة لعناصرها التي تواجدت طيلة السنوات الماضية في جبهات الشمال.
حينما أدركت الشرعية أنها لن تستطيع اختراق العاصمة عدن بشكل مباشر لجأت إلى خطط بديلة، ففي البداية حاولت الهيمنة على شبوة وأبين، وبالرغم من قدرتها على التواجد في هاتين المحافظتين لكنها ظلت من دون غطاء شعبي يمكنها من الهيمنة عليهما، في حين أنها تلقت ضربات موجعة من القوات الجنوبية بين الحين والآخر أفقدتها القدرة على الحركة وبدت كأنها محاصرة داخل المحافظتين، ومن ثم بدأت التفكير في استراتيجيات جديدة لتحقيق مآربها.
الخطوة الثالثة كانت عبر محافظة أرخبيل سقطرى، إذ حاولت الشرعية إحداث قلاقل أمنية بالمحافظة وعملت على تدشين الحواجز العسكرية لفتح جبهة جديدة أمام القوات المسلحة الجنوبية تساهم في خلخلة الجدار القوي حول العاصمة عدن، لكنها أيضاً تعرضت لهزيمة جديدة وأدركت مدى ضعفها في مواجهة أبناء الجنوب العزل، ولم تلقى تحركاتها ارتياحاً من التحالف العربي الذي تدخل لوقف عمليات التصعيد في المحافظة.
في خضم كل هذه المحاولات عملت الشرعية على دعم المليشيات الحوثية في جبهة الضالع لكنها أيضاً مُنيت بهزائم جديدة، ولم تستطع العناصر المدعومة من إيران والتي تحالفت مع الإخوان في التقدم قيد أنملة في الجبهات التي دافع عنها أبناء الجنوب ببسالة، وكذلك فإن الشرعية واجهت الجنوب بسلاح تردي الخدمات وعملت على تأزيم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الجنوب أملاً في خلخلة القوات الجنوبية الصلبة.
قبل أن تلجأ مؤخراً إلى محاولة اختراق عدن بطريقة مباشرة عن طريق أبين لتتعرض لهزيمة جديدة، في وقت عمدت فيه القوات المسلحة الجنوبية على إظهار قوتها بعد أن انتشرت على نطاق واسع في العاصمة عدن لتأمينها، وإيفاد رسالة للشرعية مفادها أنها لن يكون بمقدورها احتلال العاصمة مجدداً.
قوة الردع الجنوبية التي ترسخت في أذهان الشرعية ستكون من أهم عوامل انكسارها، ولن تتمكن نسيان أو تخطي تلك العقدة وقد تكتفي فقط بمحاولات إرهابية بين الحين والآخر لن تأتي بثمارها في ظل إيمان أبناء الجنوب بعدالة قضيتهم.