تقييم العمليات.. كيف يستأصل التحالف أكاذيب الحوثي؟
تُمثل عمليات التقييم أحد أهم السبل التي يقوم بها التحالف العربي في إطار مواجهة الحرب النفسية، وذلك من خلال الرد على الأكاذيب التي تسوقها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب.
وفند الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، في بيان، مزاعم باستهداف قوات التحالف العربي مواقع مدنية وقاربي صيد في اليمن.
ورد فرق التقييم في بيان، ردا على تصريح منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن عام 2019، زعم فيه وقو ثلاث هجمات استهدفت خلال شهر (سوق الرقو) في صعدة، وأدت إلى مقتل العشرات، إضافة إلى استهداف قاربي صيد قرب جزيرة زقر، ومنزل بمنطقة محديدية بمديرية باقم.
وقال البيان: "قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الهجوم على سوق الرقو، وخلص الفريق إلى أن قوات التحالف نفذت مهمة جوية على هدف عسكري، عبارة عن (تجمعات لعناصر من ميليشيا الحوثي المسلحة)، في مديرية باقم بمحافظة الجوف، ويبعد مسافة 35 كم عن سوق الرقو، محل الادعاء".
وأشار إلى أن الفريق توصل أيضا إلى أن التحالف هاجم "هدفين عسكريين مصدر نيران) أحدهما في مديرية قطابر بمحافظة صعدة، على مسافة 16 كيلو متر من سوق الرقو محل الادعاء، والآخر في مديرية منبه بالمحافظة، ويبعد مسافة 9.5 كم عن سوق الرقو".
وانتهى الفريق المشترك إلى أن المزاعم، سواء المتعلقة باستهداف التحالف العربي سوق الرقو، أو الحوادث الأخرى، "لا أساس لها".
ويولي التحالف العربي، اهتمامًا كبيرًا بما يتعلق بإظهار الحقائق، منعًا لتمكّن المليشيات الحوثية من استغلال الوضع العسكري في ترويج الأكاذيب عبر المليشيات الإلكترونية التي تُجيد هذه الحيل.
وفي نهاية مارس الماضي، عرض التحالف العربي، صورًا جوية للمواقع والأهداف العسكرية التابعة للمليشيات الحوثية التي تم استهدافها بغارات في عدد من المناطق التي تسيطر عليها المليشيات التابعة لإيران، ومنها صنعاء والحديدة .
التحالف - على لسان المتحدث باسمه العقيد تركي المالكي -
قال إنّ العملية النوعية التي نفذها الطيران استهدفت تحييد وتدمير أهداف عسكرية مشروعة تتبع للمليشيات الحوثية الإرهابية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية للتعامل مع التهديد القائم والوشيك وعلى وقع تصعيد المليشيا وانقلابها على جهود السلام الأممية بشن هجمات صاروخية على السعودية أمس الأول.
وأضاف أنّ الأهداف التي تم تدميرها شملت القدرات النوعية المتقدمة للمليشيات الإرهابية كتخزين وتجميع وتركيب الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، وأماكن تواجد الخبراء من (الحرس الثوري) الإيراني ومخازن الأسلحة.
وتوزعت الأهداف العسكرية وفقًا لعرض متحدث التحالف ، على عددٍ من المحافظات بمناطق سيطرة المليشيات الإرهابية، ومنها محافظة الحديدة بعد أن قامت المليشيات الحوثية بتخزين الصواريخ بأنواعها واستحداث مخازن للأسلحة وتعزيز قدراتها القتالية بالمعدات والتعزيزات بما لا يتوافق مع اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة واتفاق السويد.
وصرّح المالكي: "في هذا الوقت العصيب لمحاربة تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) وتوحد وتضامن دول العالم يؤكد النظام الإيراني بدعمه المستمر لذراعه الإرهابية باليمن ورعايته لأعمالها العدائية والإرهابية أنهما يقفان في كفة العدائية والخراب وأن العالم بجهوده وإسهاماته الجماعية يقف في الكفة الأخرى للنظام العالمي".
وأشار إلى أنّ النظام الإيراني يُسخر مقدراته المالية والبشرية واللوجستية لدعم المليشيا الإرهابية لتحقيق أفكاره وأطماعه التوسعية على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني في هذا الوقت العصيب من خسائر بشرية فادحة نتيجة تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
وأكد المالكي: "قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في تنفيذ الإجراءات الضرورية والحازمة للتعامل مع هذه التهديدات والانتهاكات وبما يضمن سلامة مواطنينا والمقيمين على أراضينا".
إقدام التحالف العربي على توثيق هذه الحقائق يفوِّت الفرصة على المليشيات الحوثية التي تجيد استخدام كتائبها الإلكترونية في نشر ترويج الأكاذيب على النحو الذي يزج باتهامات باطلة للتحالف أمام المجتمع الدولي.
وضمن هذا الاستراتيجية أيضًا، يعقد التحالف بين حينٍ وآخر، ممثلًا في الفريق المشترك لتقييم الحوادث، مؤتمرات صحفية للرد على إدعاءات تسوقها المليشيات الحوثية وبعض المنظمات المشبوهة لا سيّما تلك التي لها علاقات مع قطر وتركيا، حول عمليات التحالف في اليمن.
وتملك المليشيات الحوثية كتائب إلكترونية تروّج من خلالها لأكاذيب طويلة، تستهدف إنقاذ الحالة المعنوية لمقاتليها لا سيّما في ظل الخسائر التي تُمنى بها المليشيات على مختلف الجبهات أمام القوات الجنوبية وقوات التحالف العربي.
ولا يمكن لأي فصيل أن يُحقِّق أهدافه ومخططاته من دون أن يملك كتائب إلكترونية تُسوِّق أفكاره المضللة، وتخدم أجندته المتطرفة على مدار الوقت.