إمارة دبي تعيد فتح سوق الذهب تحت إجراءات احترازية مشددة
مازالت الجهات المعنية في إمارة دبي تبذل قصارى جهدها بإشراف ومتابعة اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث لمحاصرة فيروس "كوفيد 19"، والتي تكللت بنجاحات مهمة كان آخرها السيطرة بشكل كامل على انتشار الفيروس في منطقتي نايف والراس.
وبتلك الجهود المبذولة تم فتح المجال أمام عودة الحركة الطبيعية للأنشطة التجارية إلى العديد من الأسواق التقليدية والتراثية التي تشتهر بها المنطقة ومن أشهرها سوق الذهب الواقع في منطقة ديرة، والذي فتح أبوابه أمام الزائرين من التجار وعشاق المجوهرات والمعادن النفيسة.
وحفاظاً على صحة وسلامة الزوار والعاملين، يطبق سوق الذهب في دبي برنامجاً واسعاً للتعقيم مع إتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المُوصى بها من قبل الجهات المعنية في الدولة وفي مقدمتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة الصحة في دبي، ومركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا، ووفقاً للتعليمات الصادرة من قبل اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، والتي تسمح لتجار التجزئة في هذه المرحلة باستقبال العملاء بشرط الممارسة الصحيحة لمعايير التباعد المكاني بين الأشخاص، واتباع كافة إجراءات البيع بطريقة آمنة حتى استعادة السوق لكامل نشاطه خلال الفترة المقبلة.
ويُعد سوق الذهب الواقع في منطقة ديرة، الوجهة الأكثر تفضيلاً لدى تجار الذهب والأشخاص الذين يحبون اقتناء الذهب حول العالم، ويضم السوق متاجر كبيرة تقدم تشكيلات واسعة من المشغولات المختلفة والمتنوعة بأسعار مناسبة وبكميات كبيرة مثل السبائك والمشغولات الذهبية، والألماس، والأحجار الكريمة التي يتم استيرادها من مختلف بقاع الأرض، كما يحتضن السوق تحت سقف واحد العديد من أشهر محال المجوهرات من جميع أنحاء العالم، ما يجعله أحد أبرز الوجهات السياحية والتجارية لمحبي اقتناء الذهب حول العالم، ومعلماً مهما من معالم دبي التي طالما عرف عنها أنها أحد أهم المراكز الرئيسة لتجارة الذهب والمجوهرات في المنطقة والعالم.
ويمكن بسهولة الوصول إلى سوق الذهب من خلال منظومة متكاملة من وسائل النقل الجماعي التابعة لهيئة الطرق والمواصلات في دبي فضلا عما توفره الهيئة من مواقف للسيارات لخدمة زوار هذه المنطقة. ويمكن الوصول إلى سوق الذهب عن طريق الخط الأخضر لمترو دبي ومن خلال محطة نخلة ديرة، والتي تخدم بصورة مباشرة السوق، ومحطتي الراس، وبني ياس المجاورتين لمنطقة السوق، كما تتواجد حافلات المواصلات العامة من خلال 22 خطاً تخدم محطة حافلات سوق الذهب، تربطها بمختلف المناطق في إمارة دبي، إضافة إلى محطات السبخة، وسوق الذهب، ومحطة بردبي وسوق دبي القديم والتي تعمل من الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، حيث تستقبل محطة سوق الذهب 236 حافلة يوميا، كما يمكن لزوار المنطقة استخدام محطات العبرات التراثية التي مازالت تعمل وتشهد إقبالا كبيراً من قبل الزوار.
كما توفر هيئة الطرق والمواصلات مواقف السيارات في تلك المنطقة الحيوية بواقع 630 موقفاً في منطقة الراس سوق الذهب، و480 موقفاً في منطقة الضغاية بين الراس ونايف، و447 موقفاً في منطقة البطين، كما تتوافر 8 مواقف لمركبات الأجرة في سوق الذهب لضمان سرعة تقديم الخدمة لرواد المكان.
وإلى جانب سوق الذهب، تضم الأسواق التقليدية التجارية المنتشرة في دبي، العديد من الاسواق منها السوق الكبير في ديرة، وسوق "المواعين أو المعدن"، والذي اعتاد الناس شراء مستلزمات المطبخ من قدور وصواني من هذا السوق، وسوق "بالشالات" لبيع الأقمشة الرجالية، وسوق "المناظر" المخصص لبيع المستلزمات الخاصة بالنساء، وسوق "المطارح" الذي يبيع المساند والوسادات أو ما يعرف بــ "التكي"، إضافة إلى سوق "المواد الغذائية"، وسوق "الأدوات البحرية".
كما تضم المنطقة القديمة سوق "الأقمشة والمخاوير"، وسوق "العطور"، وسوق "الصفارين" الذي كان يتم فيه صقل النحاس في السابق، وسوق "الدويات"، وسوق "العَرَصة"، وتشتهر منطقة الراس بأقدم سوق لتجارة التوابل والذي يقع بجوار متحف بلدية دبي القديم، حيث تتجمع فيه محال تجارة التوابل والأدوية الشعبية في دبي، بفضل ماضيه التجاريّ الذي يعود لعدة قرون، بما يحتويه من أكثر من 80 نوعاً من التوابل تزرع حول العالم، ما ساهم في تحول دبي إلى مركز يضمّ كلّ أنواع التوابل والأعشاب من جميع أنحاء العالم، وقد تم توسعة أسواق دبي التقليدية عدة مرّات لما لها من أهمية تاريخية وحضارية تعكس شخصية مدينة دبي التجارية والمعمارية الفريدة.
يُذكر أن بلدية دبي قامت منتصف العام الماضي بتنفيذ مشروع إحياء حي الأسواق التقليدية بمنطقة ديرة وتطوير نطاقها المعماري والعمراني، كجزء من مشاريع تطوير المنطقة التجارية التاريخية انطلاقا من الحرص على الحفاظ على قيمتها التراثية ودورها المحوري كعنصر مؤثر من عناصر منظومة العمل الثقافي والسياحي والتجاري في إمارة دبي.