مؤامرة الشرعية الخبيثة.. كيف تمنح تركيا موطئ قدم في الجنوب؟
ضمن مسلسل تآمرها المفضوح، أفسحت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المجال أمام التدخل التركي على النحو الذي يخدم الأجندة الإخوانية ويعادي الجنوب والتحالف العربي.
وفيما يحمل هذا التدخُّل عداءً ضد الجنوب وشعبه، فقد حذرت مجلة "ذا اراب ويكلي" البريطانية الأسبوعية، من أن الوجود المتزايد لتركيا يثير القلق في جميع أنحاء المنطقة بشأن الأمن في خليج عدن وباب المندب.
وبحسب المجلة، زادت هذه المخاوف بعد أن أفادت التقارير بأنَّ أجندة تركيا في اليمن تمولها وتدعمها قطر عبر بعض الشخصيات السياسية والقبلية اليمنية المنتسبة إلى حزب الإصلاح الإخوان، ويهدفون إلى ابتزاز التحالف العربي من خلال خلق تهديد تركي في البلاد وتشكيل تحالف جديد بالتنسيق مع قطر.
وكشف التقرير أن تركيا خطت حتى الآن بعناية في اليمن، وأنها على ما يبدو في انتظار لحظة مواتية للتدخل وتأمل في الحصول على مزيد من الدعم من حكومة عبد ربه منصور هادي قبل الشروع على الأرض.
وأوضح أن الأنشطة التركية الحذرة والسرية في اليمن تتركز حاليا في ثلاث مناطق ساحلية يمنية: شبوة، سقطرى، وتعز، وفقا لمصادر لم تكشف عن هويتها.
كما كشف التقرير وجود عناصر استخبارات تركية في محافظة شبوة تحت غطاء منظمة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تنشط في المحافظة منذ سقوطها تحت سيطرة جماعة الإخوان في أغسطس الماضي.
وترى المجلة أن النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين في شبوة، تزامن مع العداء المتزايد تجاه التحالف العربي في منطقة العلم في جنوب غرب اليمن، والذي كان هدفاً لهجمات متكررة بقذائف الهاون، ويعتقد أن الهجمات تهدف إلى قطع الغذاء والإمدادات الطبية، مما اضطر قوات التحالف المتمركزة هناك في النهاية إلى المغادرة.
وبمجرد السيطرة على منطقة العلم، يأمل الإخوان المسلمون في الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي، والاستفادة من صادرات الغاز الهامة والوصول الذي تشتد الحاجة إليه إلى الساحل المطل على بحر العرب، وهي بوابة رئيسية لأي تدخل تركي محتمل وشحن الإمدادات الأساسية من القواعد العسكرية التركية في الصومال المجاورة.
بالإضافة إلى النشاط المشبوه في تعز وشبوة، تشير التقارير إلى الجهود التركية في تصعيد التوترات بمساعدة محافظ سقطرى رمزي محروس. وأفادت التقارير بأن التوترات تصاعدت بعد عودة محروس من زيارة سرية إلى اسطنبول، التقى خلالها ضباط المخابرات التركية والقطرية وقادة الإخوان المسلمين.
وبتواطؤ كامل من حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، يواصل النظام التركي تنفيذ مخططه الطامع في السيطرة على موانئ اليمن ضمن مخطط إرهابي يرمي إلى تعزيز النفوذ ونهب الثروات.
وبرهنت التحركات خلال الفترة الماضية على اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، في ظل قيام قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة بالتلويح بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
ويرصد متابعون للشأن اليمني ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
ويمكن القول إنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
وتواصل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي ممارسة دورها المشبوه في تعميق النفوذ القطري التركي، على النحو الذين يطعن التحالف العربي.
وفي الفترة الأخيرة، يمكن القول إنّ حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، لجأت إلى توطيد علاقاتها مع "أهل الشر"، قطر وتركيا.
لجوء إخوان الشرعية إلى هاتين الدولتين اللتين تدعمان الإرهاب أمرٌ ليس مستغربًا، فأنقرة والدوحة تهدفان إلى تعزيز نفوذ جماعة الإخوان في اليمن، وذلك عبر استمرار اختراق حزب الإصلاح لحكومة الشرعية، لتبقى هذه "الأخيرة" رهن الأجندات القطرية - التركية المعادية للتحالف العربي.
وإلى جانب قطر، تعمل تركيا على تقوية نفوذ جماعة الإخوان، ممثلة في حزب الإصلاح، ضمن مخطط عام يرمي إلى استهداف التحالف العربي والجنوب أيضًا، عبر الدعم المالي والسياسي والتسليحي للجماعة المصنّفة إرهابية في كثيرٍ من البلدان.
وبرز الدور التركي بشكل مكثف في الفترة الأخيرة التي أعقبت التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، بداعي أنّ الاتفاق يقضي على نفوذ "الإخوان" بشكل كامل، وهو أمرٌ لا يُعجب أنقرة التي حاولت بدورها تمكين حزب الإصلاح بسبلٍ شتى من أجل إفشال الاتفاق.