قبائل أبين والإنذار الأخير.. بوادر انتفاضة تحرق المليشيات الإخوانية
بعدما فاض بهم الكيل من جرّاء الاعتداءات الإخوانية، هبَّت قبائل أبين غاضبةً في وجه المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية التي تمارس هجومًا مسعورًا على المحافظة.
أعلنت قبائل أبين ومشائخها وأعيانها وقوفها الكامل مع القوات الجنوبية المعترف بها دوليا، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وأحزمتها الأمنية، والحكم الذاتي للجنوب.
وأكدت، في بيان، جاهزيتها التامة لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير ما تبقى من محافظة أبين.
وأمهلت قبائل أبين ومشائخها وأعيانها القوات الغازية 48 ساعة للخروج من المحافظة، وإلا "سنكون داخل جبال المراقشة والمحفد وعلى طول خط أحور جاهزين لكم بالحديد والنار".
ودعت المقاتلين المغرر بهم الذين يزج بهم تنظيم الإخوان الإرهابي إلى التهلكة للعودة لصوابهم، والانسحاب الفوري من شقرة والعرقوب، وتسليم مواقعهم للقوات الجنوبية حقنا للدماء.
صدر البيان عقب اجتماع تابعت خلاله قبائل أبين ما يدور من أحداث على مشارف شقرة وقرن الكلاسي بين مليشيا الإخوان والمعيلي والقوات المسلحة الجنوبية ومقاومتها.
موقف القبائل الذي ينذر بهبة شعبية ستحرق الإخوان، يأتي في وقتٍ تشن فيه مليشيا الشرعية هجومًا مسعورًا في محافظة أبين، وهو ما ترد عليه القوات الجنوبية بتصديات بطولية.
الهجوم الإخواني الغادر على محافظة أبين يحمل الكثير من الدلالات، فمليشيا الشرعية تواصل خرق بنود اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية ويتضمَّن التوقُّف عن مثل هذه العمليات والاعتداءات.
في الوقت نفسه، فإنّ "الشرعية" التي تركت أراضيها أمام الحوثيين يسرحون ويمرحون بها، تؤكِّد من جديد أنّ بوصلتها متوجهة نحو الجنوب وأراضيه وفي مقدمته العاصمة عدن، في وقتٍ تمارس فيه ما يمكن أن نسميه انبطاحًا أمام المليشيات الحوثية، ولا تقتصر على خسارة الجبهات بل تقوم أيضًا بتسليمها للحوثيين ضمن مسلسل مفضوح من الخيانة والتآمر.
وفيما يبدي الجنوب التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض حرصًا على إفساح المجال نحو الاستقرار السياسي على النحو الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ إقدام مليشيا الإخوان على التصعيد العسكري على هذا النحو يقود الجنوبيين إلى الدفاع عن أراضيهم ومواجهة هذه الاعتداءات من منطلق "الدفاع عن النفس".
ومن هذا المنطلق، تقدم القوات المسلحة الجنوبية بطولات كبيرة في دفاعها عن أراضيها، وقد شهدت ساحات القتال بذلك على مدار الأيام القليلة الماضية، أحدثها تجدُّد المعارك في قرن الكلاسي، بين القوات المسلحة الجنوبية، ومليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.
وتبادلت القوات الجنوبية القصف المدفعي المكثف، بالقرب من ثعلان، مع مليشيا الإخوان الإرهابية.
وكشفت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن انسحاب أرتال عسكرية لمليشيا الإخوان، من شقرة إلى محافظة شبوة.
وأصبح واضحًا أمام العالم أجمع حجم العداء الذي تحمله حكومة الشرعية للجنوب وشعبه، ويتجلّى ذلك في التصريحات التي يطلقها قادة هذه الحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، في وقتٍ حذفت فيها هذه الحكومة تحرير أراضيها من قبضة الحوثيين من أجندتها.