إظلام أبين.. جرائم إخوانية تعادي الإنسانية
كثيرًا هي الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية واستطاعت من خلالها صناعة أزمة إنسانية حادة، وعلى الدرب نفسه تسير المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية بعدما شنّت اعتداءها الغاشم على محافظة شبوة.
ففي جريمة إنسانية، واصلت مليشيا الإخوان الإرهابية، لليوم الخامس على التوالي، قطع الخط الدولي الرابط بين العاصمة عدن، ومحافظة أبين، تمهيدا لعدوان على سكان المدينة الآمنين.
وأدى قطع الطريق إلى غرق المنطقة الوسطى، في ظلام دامس، بعد توقف وصول شحنات الوقود إلى محطات الكهرباء في المنطقة.
ووصف أهالي المنطقة الوسطى، ممارسات مليشيات الإخوان الإرهابية، وتداعياتها على السكان بأنها سياسة عقاب جماعي.
جرائم المليشيات الإخوانية التي تجيد صناعة الأزمات الإنسانية لا تقتصر على تصديات من قِبل القوات المسلحة الجنوبية، لكنّها أدّت في الوقت نفسه إلى غضب شعبي عارم في محافظة أبين، ينذر بالانفجار الكبير في وجه المليشيات الإخوانية.
أعلنت قبائل أبين ومشائخها وأعيانها وقوفها الكامل مع القوات الجنوبية المعترف بها دوليا، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وأحزمتها الأمنية، والحكم الذاتي للجنوب.
وأكدت، في بيان، جاهزيتها التامة لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير ما تبقى من محافظة أبين.
وأمهلت قبائل أبين ومشائخها وأعيانها القوات الغازية 48 ساعة للخروج من المحافظة، وإلا "سنكون داخل جبال المراقشة والمحفد وعلى طول خط أحور جاهزين لكم بالحديد والنار".
ودعت المقاتلين المغرر بهم الذين يزج بهم تنظيم الإخوان الإرهابي إلى التهلكة للعودة لصوابهم، والانسحاب الفوري من شقرة والعرقوب، وتسليم مواقعهم للقوات الجنوبية حقنا للدماء.
صدر البيان عقب اجتماع تابعت خلاله قبائل أبين ما يدور من أحداث على مشارف شقرة وقرن الكلاسي بين مليشيا الإخوان والمعيلي والقوات المسلحة الجنوبية ومقاومتها.
موقف القبائل الذي ينذر بهبة شعبية ستحرق الإخوان، يأتي في وقتٍ تشن فيه مليشيا الشرعية هجومًا مسعورًا في محافظة أبين، وهو ما ترد عليه القوات الجنوبية بتصديات بطولية.
الهجوم الإخواني الغادر على محافظة أبين يحمل الكثير من الدلالات، فمليشيا الشرعية تواصل خرق بنود اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية ويتضمَّن التوقُّف عن مثل هذه العمليات والاعتداءات.
في الوقت نفسه، فإنّ "الشرعية" التي تركت أراضيها أمام الحوثيين يسرحون ويمرحون بها، تؤكِّد من جديد أنّ بوصلتها متوجهة نحو الجنوب وأراضيه وفي مقدمته العاصمة عدن، في وقتٍ تمارس فيه ما يمكن أن نسميه انبطاحًا أمام المليشيات الحوثية، ولا تقتصر على خسارة الجبهات بل تقوم أيضًا بتسليمها للحوثيين ضمن مسلسل مفضوح من الخيانة والتآمر.
وفيما يبدي الجنوب التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض حرصًا على إفساح المجال نحو الاستقرار السياسي على النحو الذي يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ إقدام مليشيا الإخوان على التصعيد العسكري على هذا النحو يقود الجنوبيين إلى الدفاع عن أراضيهم ومواجهة هذه الاعتداءات من منطلق "الدفاع عن النفس".