حماقات الحوثي والشرعية تثير رعب العالم من انتشار كورونا باليمن
توالت التحذيرات الدولية من انتشار فيروس كورونا في اليمن في ظل عدم وجود رصد دقيق لحالات الإصابة والوفيات ما يجعل من انتشار المرض أمراً حتمياً لعدم وجود إجراءات احترازية من الممكن أن تحمي المواطنين، في ظل الحماقات التي ترتكبها كلاً من مليشيا الحوثي الإرهابية وكذلك مليشيات الشرعية بحق المرضى.
حذرت منظمة الصحة العالمية، من احتمالية تأثير فيروس "كورونا" على نصف سكان اليمن الذي يعاني من هشاشة القطاع الصحي والنقص الحادٍ في عدد العاملين، بجانب أن الإمدادات اللازمة لمكافحة كورونا غير كافية بشكل كبير.
ولفت البيان إلى أنه "منذ الإعلان عن الجائحة، طرحت المنظمة العديد من السيناريوهات المُسندة بالبيّنات على السلطات المحلية لكي تتضح لها الصورة الكاملة عن احتمالية تأثير هذا الفيروس على 16 مليون رجل وامرأة وطفل؛ أي ما يزيد عن 50% من السكان".
ونبه المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، مساء اليوم الاثنين، إلى تفاقم أزمة فيروس كورونا في الجنوب، خلال الأسبوع الماضي.
وقال إن أعداد الضحايا تتجاوز العشرات يوميا، نتيجة لتفشي فيروس كورونا، وتزايد الأمراض الوبائية مثل الملاريا وحمى الضنك.
وشدد رئيس لجنة الإغاثة في المجلس الانتقالي الجنوبي، المهندس عدنان الكاف، على تركيز أعمال المجلس للتعاون مع منشآت حيوية ومنظمات المجتمع المدني على الأرض لإدارة الوضع الصحي.
وقال إنه في غياب الدعم العاجل للنظام الصحي الضعيف ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، قد ننظر إلى معدلات وفيات تقترب من مائة بالمائة للحالات التي تتطلب المساعدة الطبية.
وكشف عن انتشار لجان طوارئ لتطويق خطر تفشي فيروس كورونا، بلجان إغاثة في مختلف محافظات الجنوب، عبر تنسيق مع مختلف الجهات لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المحدودة.
كما حذر من عدم توفر الوسائل اللازمة لمواجهة انتشار الأمراض التي تجتاح الجنوب، مؤكدا أن معدات الحماية الشخصية للأفراد نادرة بشكل خطير.
وأوضح أن هناك حاجة إلى دعم أعمال تشغيل المستشفيات الميدانية لدعم خطط الاستجابة لفيروس كورونا.
فيما حذر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من انتشار سريع لـ"كورونا" في اليمن قد يؤدي إلى نتائج مميتة أكثر من البلدان الأخرى.
وقال دوجاريك: "لا تزال الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق من احتمال أن يطغى الفيروس بسرعة على النظام الصحي في اليمن الذي يعاني بالفعل من الإجهاد".
بيما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان له من أن يكون "كورونا" انتشر في اليمن، دون أن تتمكن السلطات من اكتشافه.
وكذلك عبرت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، عن قلقها من نسبة الوفيات جراء كورونا في اليمن، مقارنة بنسبة حالات الإصابة.
وقال بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، إن هناك 126 حالة مؤكدة إصابتها في اليمن بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) – قبل أن يصل العدد في وقت لاحق إلى 130- بما في ذلك 19 حالة وفاة ذات صلة بالوباء.
وذكر أنه: "خلال الأسبوع الماضي تم الإعلان عن 91 حالة مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا في اليمن، بزيادة تقدر بنسبة 325 في المئة تقريبًا عن الأسبوع الذي سبقه، حينما تم الإبلاغ فقط عن 28 حالة مؤكدة مختبريا".
وأفاد البيان بأن معدل الوفيات مرتفع بشكل مثير للقلق إذ يبلغ 15.9 في المئة من إجمالي حالات الإصابة.
وبالتوازي مع تلك التحذيرات أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، اليوم الاثنين، أن اليمن قد يواجه وضعا "كارثيا" فيما يتعلق بالأمن الغذائي بسبب تفشي فيروس كورونا وتراجع تحويلات العاملين بالخليج.
وقال عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلها الإقليمي في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا إن "النظام الصحي كان يتعرض بالفعل لضغوط كبيرة وستتراجع قدراته الآن إذا استمر مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا في الانتشار وسيؤثر، بالإضافة إلى ذلك، على حركة الناس والبضائع".
وأضاف: "الوضع قد يكون كارثيا فعلا إذا تحققت كل عناصر أسوأ سيناريو لكن لنأمل ألا يحدث ذلك والأمم المتحدة تعمل على تجنب ذلك".
كشف مصدر طبي، عن عدد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس "كورونا" في صنعاء، وتتكتم مليشيا الحوثي عن الإعلان عنها، مشيراً إلى أنها وصلت حتى اليوم إلى 409 حالة إصابة.
وأضاف المصدر أن صنعاء تسجل حالات إصابة يومياً بالفيروس المستجد، كما أن بعض الحالات ليست خطيرة وتخضع للحجر المنزلي.
وأشار إلى أن مركزي العزل في مستشفيي الكويت والشيخ زايد يعملان بطاقتهما الاستيعابية الكاملة، لكنهما غير قادرين على استقبال المزيد من الحالات.