الشرعية تستنجد بقطر وتركيا في أعقاب هزائمها بالجنوب

الثلاثاء 19 مايو 2020 21:00:20
testus -US

رأي المشهد العربي

كان متوقعا أن تلجأ الشرعية إلى قطر وتركيا بعد أن تعرضت إلى هزائم متتالية في أبين على مدار الأسبوع الماضي، غير أن الاستعانة بجهود البلدين جاء في وقت مبكر للغاية وظهرت أبعاده في جملة من المتغيرات التي شهدتها الساحة الجنوبية خلال الساعات الماضية، وبدا من الواضح أن خسارة الشرعية الفادحة دفعها للتعجيل بطلب المساعدة.

المتغير الأول وضح من خلال محاولات إثارة الفوضى الأمنية في محافظة حضرموت، كبرى محافظات الجنوب بقرار إقالة مدير أمن ساحل حضرموت منير التميمي من دون مقدمات أو مبررات واضحة ومن دون أن يكون هناك سبب منطقي لإقالته في الوقت الحالي، وهو ما يبرهن على أن الشرعية تحاول فتح جبهة جديدة في أحد المحافظات التي تشكل هدفا مباشرا لأنقرة باعتبارها غنية بمصادر الغاز والنفط.

المتغير الثاني وضح من خلال إصدار تلك القرارات من قبل أطراف محسوبة على قطر وتركيا، إذ أن المدعو الميسري الذي يشغل منصب وزير الداخلية يعد أحد المقربين من الدوحة وسبق أن حاول إثارة الفوضى في الجنوب بقرارات عديدة هدفت بالأساس إلى تهيئة البيئة المناسبة لتقوية نفوذ قطر وتركيا.

ثالث هذه المتغيرات ما جرى في محافظة المهرة التي تشكل أيضا هدفا مباشرا لقطر وتركيا، والتي تحدثت تقارير أمنية وإعلامية عديدة عن تسلل عناصر استخباراتية تركية إليها خلال الأشهر الماضية، إذ حاولت شخصيات محسوبة على أنقرة والدوحة لإثارة نزعات عنصرية ومناطقية بين أبناء الجنوب في المحافظة في محاولة لإشعال الأوضاع داخلها، وهي محافظة طالما شهدت العديد من المؤامرات التركية القطرية لاختراق الجنوب من خلالها.

سعت الشرعية إلى الاستعانة بدولتي تركيا وقطر في الخفاء، حتى لا تقطع آخر خيوطها مع التحالف العربي، وهو ما انعكس على سيطرة أجندة تركية وقطرية تآمرية على قرارات حكومة الشرعية، في تدخل معهود من الدولتين في كثير من المناطق التي حاولتا السيطرة عليها سابقا.

تدرك الشرعية أن ظهور قطر وتركيا في الصورة يعني أنها أضحت في مواجهة مباشرة مع التحالف العربي، وبالتالي فإن تدخل البلدين في الجنوب يعتمد على تغذية الفوضى في أكثر من منطقة، بطرق غير مباشرة عبر الإمداد بالمال والسلاح، لتشتيت القوات المسلحة الجنوبية التي حققت انتصارات مهمة في أبين.


تحاول الشرعية أن تنسج علاقتها مع تركيا مثلما الحال في علاقة أنقرة بحكومة السراج الإرهابية في ليبيا قبل أن يعلنا الطرفين تحالفهما بشكل مباشر، وهو ما يعني أن البلدين سوف يحركان أوراقهما التي من الممكن الاعتماد عليها في مواجهة أبناء الجنوب وأن عناصر الشرعية المحسوبين على قطر سوف يكون لهم أدوار تخريبية خلال الأيام المقبلة، غير أن هذه المؤامرات ستتحطم على يد أبناء الجنوب البواسل.