الجنوب يحارب كورونا ويستأصل إرهاب الشرعية.. لماذا يجب دعمه؟

الثلاثاء 19 مايو 2020 23:43:00
testus -US

على مدار السنوات الماضية، أشهرت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني سلاح الخدمات في وجه الجنوب، ضمن سياسة غاشمة تستهدف الجنوب شعبًا وأرضًا.

وفيما تبذل القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، جهودًا ضخمة من أجل تحسين الوضع المعيشي للجنوبيين، فإنّ إقدام المليشيات الإخوانية على التصعيد العسكري ضد الجنوب يعرقل كثيرًا من هذه الجهود.

وفي الوقت الذي لجأت فيه المليشيات الإخوانية إلى التصعيد العسكري ضد الجنوب، فإنّ إهمال القطاع الصحي تسبّب في انتشار الكثير من الأوبئة لا سيّما جائحة كورونا، التي تفاقمت على مدار الأيام القليلة الماضية.

وتعبيرًا عن ذلك، فقد نبّه المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، إلى تفاقم أزمة فيروس كورونا في الجنوب، خلال الأسبوع الماضي، وقال إنَّ أعداد الضحايا تتجاوز العشرات يوميا، نتيجة لتفشي فيروس كورونا، وتزايد الأمراض الوبائية مثل الملاريا وحمى الضنك.

وشدد رئيس لجنة الإغاثة في المجلس الانتقالي الجنوبي، المهندس عدنان الكاف، على تركيز أعمال المجلس للتعاون مع منشآت حيوية ومنظمات المجتمع المدني على الأرض لإدارة الوضع الصحي.

وأضاف المجلس: "في غياب الدعم العاجل للنظام الصحي الضعيف ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، قد ننظر إلى معدلات وفيات تقترب من مائة بالمائة للحالات التي تتطلب المساعدة الطبية".

وكشف "الانتقالي" عن انتشار لجان طوارئ لتطويق خطر تفشي فيروس كورونا، بلجان إغاثة في مختلف محافظات الجنوب، عبر تنسيق مع مختلف الجهات لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المحدودة.

كما حذر من عدم توفر الوسائل اللازمة لمواجهة انتشار الأمراض التي تجتاح الجنوب، مؤكدا أن معدات الحماية الشخصية للأفراد نادرة بشكل خطير.

وأوضح أن هناك حاجة إلى دعم أعمال تشغيل المستشفيات الميدانية لدعم خطط الاستجابة لفيروس كورونا.

واعتبر الانقطاع الوشيك لبرامج الأمم المتحدة وتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، يفاقم المشكلة، ودعا جميع الشركاء الدوليين والإقليميين - الحكومات والمنظمات غير الحكومية - إلى زيادة وتسريع دعمهم لمنح الناس أفضل فرصة للتغلب على الخطر الوبائي.

وأعرب عن تقديره للتضامن المعنوي مع الأوضاع المتدهورة صحيا في الجنوب، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ترجمتها إلى إجراءات ملموسة لمساعدة السكان.

وكثيرًا ما اتخذت القيادة الجنوبية من الإجراءات التي تستهدف تحصين الوطن من وباء كورونا في ظل إهمال متعمد من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية التي عملت على وصول الفيروس لأرض الجنوب.

جهود القيادة الجنوبية لتحصين الوطن من خطر كورونا تأتي في وقتٍ أشهرت فيه حكومة الشرعية هذا السلاح الفتاك في وجه الجنوبيين، وتجلّى ذلك بوضوح عندما أعلنت الحكومة المخترقة إخوانيًّا فتح منفذ الوديعة أمام عودة المعتمرين دون اتخاذ أي إجراءات احترازية أو وقائية بشأن فيروس "كورونا" الجديد.

هذه الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الشرعية في نهاية مارس الماضي، تندرج في إطار المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب، وتسعى من خلالها الحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني، لاستهداف الجنوب على صعيد واسع.

ويمكن اعتبار محاولة "الشرعية" نقل فيروس كورونا إلى الجنوب بمثابة جريمة ضد الإنسانية، تستوجب محاكمة مسؤوليها، كرد على الشروع في إبادة الجنوب.

وفيما تتعمّد "الشرعية" إهمال القطاع الصحي في الجنوب ضمن سلسلة لاستهدافاتها للوطن، فإنّ القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تبذل جهودًا ضخمة في سبيل النجاة بالجنوب من الوباء الفتاك الذي أرعب العالم أجمع.

وعلى الرغم من هذه الجهود، فإنّ الأمر يستلزم دعمًا خارجيًّا من أجل التغلب على المعوقات الراهنة لأنّ الجنوب يواجه أكثر من عدو، أكثرهم وضوحًا هي حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا.