الحوثي وهدنة التحالف.. خروقات متواصلة وإرهاب طال أمده
يومًا بعد يوم، تصر المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري وتمارس خروقات متواصلة للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي.
ففي الساعات الماضية، هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، قرى سكنية في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة.
واستهدفت عناصر المليشيات الإجرامية، بحسب إفادت مصادر محلية في المنطقة، القرى السكنية بسلاح عيار 23، كما فتحت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة على المواطنين.
في سياق متصل، وثّق التحالف العربي 82 خرقًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، للتهدئة، خلال يوم أمس السبت.
وقال التحالف في بيان، إنّ خروقات المليشيا الإجرامية لوقف إطلاق النار، منذ إعلانه في الثامن من أبريل الماضي، بلغت 4099 خرقا.
وشدد البيان على التزام التحالف العربي بوقف إطلاق النار، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث.
وكان التحالف قد أعلن في "بيان الجمعة"، ارتفاع انتهاكات المليشيات الحوثية للتهدئة، منذ إعلانها في الثامن من أبريل الماضي، إلى أربعة آلاف و17 انتهاكًا.
وشدد بيان التحالف على أنّ الاختراقات الحوثية، شملت أعمالًا عدائية واستخدام أسلحة ثقيلة وصواريخ باليستية.
ومع حلول عيد الفطر المبارك، كثّفت المليشيات الحوثية من جرائمها ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي كبّد المدنيين كلفةً باهظةً.
وفي هذا الإطار، سلطت صحيفة "البيان" الإماراتية الضوء على الممارسات الحوثية المُجحفة قبيل عيد الفطر، وشددت على أن مليشيا الحوثي تواصل الاستهانة بقوت السكان عبر السطو على رواتبهم مع قرب عيد الفطر.
وأكدت أنَّ الممارسات الحوثية تشير من فترة إلى الأخرى بأنها تسعى إلى التملص من تطبيق الاتفاقات والتعهدات، إلى جانب عدم رغبتها بالسلام واستمرارها في نهب المساعدات الدولية ورواتب الموظفين.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الممارسات الهدف منها تغذية الحرب العبثية للمليشيات في كافة أرجاء اليمن.
وعلى مدار السنوات الماضية، كثَّفت المليشيات الحوثية من جرائمها التي تستهدف المدنيين من أجل إطالة أمد الحرب عبر تكبيدهم مزيدًا من الأعباء، وكذلك العمل على ترهيبهم بما يضمن وأد أي حركة معارضة قد تندلع ضد المليشيات.
وكثّفت المليشيات الحوثية من الاعتداء على الأحياء السكنية، على النحو الذي يفضح إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، ضمن جرائم وثّقتها التقارير الدولية دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات.
ويُمثّل قصف الأحياء السكنية إحدى صور الإرهاب المستمر الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران على مدار الوقت، دون أن يجد هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران ما يدرعه.
تُضاف هذه الجرائم إلى سجل طويل من الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران ويستهدف المدنيين بشكل مباشر، دون أن تتدخّل الأمم المتحدة بالإجراءات اللازمة لوقف هذه الجرائم.
الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.
ولعل الانتقاد الأكبر الموجّه للأمم المتحدة هو تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.