توتر في صنعاء بين عناصر الحوثي والسكان لرفضهم سياسة التجنيد الإجباري
حقّقت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، انتصارات جديدة في جبهات البيضاء والجوف وصعدة وصنعاء، وتمكنت من اعتقال قائد جبهة الساحل الغربي، التابع لميليشيات الحوثي الإيرانية، المعين خلفاً للقائد البارز الصريع يوسف المداني، فيما تواصلت العمليات العسكرية في جبهات حجة وتعز ومأرب بين الجيش والميليشيات، فيما شهدت صنعاء توتراً شديداً بين ميليشيات الحوثي والسكان، لرفضهم سياسة التجنيد الإجباري.
وتفصيلاً تمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف العربي من الوصول إلى مديرية الملاجم في محافظة البيضاء وسط اليمن، بعد سيطرتها على السلسلة الجبلية في شعب الزيق وباعرف والتباب الصغيرة المحيطة، وبدأت أولى عملياتها في مديرية الملاجم عبر منطقة شعب البير ومثلث فضحة الواقعة بين المديريتين، واستكملت تمشيط آخر المناطق في ناطع الفاصلة بين مديريتي نعمان والملاجم.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد تم خلال المعارك الأخيرة بين الجيش والميليشيات قتل عدد كبير من عناصر الحوثي، بينهم القيادي الميداني البارز محمد حسن الكبسي، المكنى (أبوالزهراء)، والقياديان، ماهر محمد حسين المكلي، وصادق محمد شيخ السقاف، فيما أصيب العشرات.
وفي جبهات الجوف واصلت قوات الجيش عمليات التمشيط للمواقع المحررة في مديرية برط العنان، تركزت في مناطق وادي تمر وسلبة والطريق الرابط بين المديرية وخب والشعف الذي تستخدمه الميليشيات الانقلابية في إمداد عناصرها في أطراف الجوف الشمالية والشرقية.
وقالت مصادر عسكرية تابعة للشرعية إنها قتلت عدداً من عناصر الحوثي في عمليات التمشيط فيما استسلم آخرون، وإن اثنين من أفراد الجيش استشهدا، مشيرة إلى أن أبناء قبيلة المعاطرة في برط العنان أعلنوا انضمامهم إلى صفوف قوات الجيش لمقاتلة الحوثيين.
في الأثناء، واصلت عناصر الحوثي انسحابها من جبهات القتال في الجوف، بعد خلاف مع قياداتهم من الصفوف الأولى، وشوهدت آليات عسكرية متنوعة تابعة لهم وهي تغادر جبهات القتال منسحبة من الجوف باتجاه محافظة عمران.
وفي صعدة، تلقت عناصر الحوثي ضربات موجعة من قوات الجيش والتحالف خلال الأسبوع الماضي، أدت إلى مصرع 100 من عناصرها، بينهم 34 قيادياً، فيما أصيب العشرات في جبهات المحافظة وحدها، فيما أعلن عدد من القبائل في صعدة رفضها للحوثيين، وطالبت قوات الشرعية بسرعة تحرير المحافظة وتخليصها من الميليشيات الإيرانية.
كما تمكنت قوات الجيش وطيران التحالف من تدمير مخازن أسلحة وتعزيزات عسكرية للحوثيين في مناطق متفرقة، وفقاً لإحصائية صادرة عن الجيش اليمني خلال الأسبوع الماضي، بينها 10 آليات عسكرية ثقيلة، وخمسة أطقم وعربات جند، وأخرى تحمل أسلحة متنوعة.
وفي الساحل الغربي لليمن، أكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش بمساندة فعلية من قوات التحالف العربي، تمكنت من أسر القيادي الحوثي المكلف قيادة جبهات الساحل الغربي، راضي صالح حسين، المكنى (أبوغمر) مع اثنين من مرافقيه في منطقة حيسي سالم على مشارف حيس، مشيرة في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم» إلى أن (أبوغمر) مقرب من زعيم ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي، ومكلف قيادة جبهات الساحل والحديدة خلفاً ليوسف المداني، الذي قتل على يد قوات الشرعية الشهر الماضي في جبهة الخوخة.
وكانت وحدات من الجيش والمقاومة التهامية بمساندة التحالف العربي قامت بعمليات تمشيط واسعة في المناطق الواقعة بين حيس والخوخة، أدت إلى مقتل عدد من عناصر الحوثي، وفرار آخرين باتجاه التحيتا، فيما تم أسر القيادي الحوثي البارز (أبوغمر) بعد إصابته واثنين من مرافقيه، إلى جانب اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وكانت قوات الجيش تمكنت من تطهير وادي عرفان بالكامل، إلى جانب مناطق القطابا وحيسي سالم، وقطعت طرق الإمداد القادمة من المناطق الشرقية التابعة لتعز، والتي تستخدمها الميليشيات في إمداد عناصرها بالأسلحة والعناصر.
وفي صنعاء، تجددت المواجهات المسلحة بين قبائل همدان وميليشيات الحوثي الإيرانية شمال العاصمة، على خلفية الحملة العسكرية التي سيرتها الميليشيات إلى مناطقها، بهدف اعتقال عدد من أبناء القبائل المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام.
ووفقاً لمصادر قبلية فإن المواجهات خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، إلى جانب إعطاب عدد من آليات الحوثي، وأسر أعداد من قبل القبائل، في حين استمر التوتر في المناطق الواقعة شمال العاصمة التي نصبت فيها الميليشيات نقاط تفتيش وحواجز أمنية عدة.
وفي نهم شمال شرق العاصمة، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في محيط جبال المنارة، بعد سيطرتها على جبل الضبيب الاستراتيجي والمرتفعات الصغيرة المحيطة به، وفرضت سيطرتها النارية على مناطق أخرى، فيما أكدت مصادر ميدانية قرب فتح جبهات جديدة بمحيط العاصمة، في ظل اقتراب الجيش من المناطق المفتوحة والخالية من المرتفعات باتجاه مديريات خولان وبني حشيش شرق العاصمة.
وفي العاصمة اليمنية، أكدت مصادر مطلعة قيام رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، بتهديد رئيس البرلمان القيادي المؤتمري يحيى علي الراعي، في حال رفض عقد جلسة لمجلس النواب، وتأدية دورهم في تأييد الإجراءات التي قامت بها ميليشياتهم في صنعاء أخيراً، وخلق رأي عام يتفاعل مع إجراءاتهم الأخيرة ضد الرئيس المغدور صالح وكوادر حزبه.
ووفقاً للمصادر، فإن الصماد التقى الراعي وطالبه بشكل تهديد بممارسة دور كبير من خلال مركزه في رئاسة البرلمان، لإضفاء الشرعية على ممارستهم، ولهذا الهدف فرضت الإقامة الجبرية عليه وعلى العديد من البرلمانيين الموالين لصالح، خوفاً من مغادرتهم العاصمة صنعاء.
في الأثناء تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للعميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق صالح، وقائد حراسته، يعلن فيها بدء مرحلة جديدة من القتال ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية، والتي جاءت بعد أيام من ظهوره في محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، وسط عدد كبير من الجنود المنتمين لقوات الحرس الخاصة التابعة لحزب المؤتمر الشعبي.
وفي ذمار الواقعة جنوب صنعاء، شهدت مديرية عنس مواجهات مسلحة بين قبائل المديرية وعناصر ميليشيات الحوثي، التي أرسلت حملة عسكرية للقبض على أحد مشايخ بيت عمران، الذين تربطهم علاقة مصاهرة بنجل الرئيس المغدور علي عبدالله صالح، من منزله في قرية الحصين، التابعة لمديرية عنس جنوب مدينة ذمار.
وأكدت مصادر محلية أن مسلحي القبائل من أبناء المنطقة، واجهوا الحملة الحوثية، ورفضوا تسليم الشيخ عمران لها، واشتبكوا مع عناصرها لأكثر من خمس ساعات، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. وكانت قبيلة عنس، التي ينتمي معظم قوات الحرس التابعة لحزب المؤتمر لها، أعلنت الشهر الماضي استنفارها ضد ميليشيات الحوثي، وأقرت منعها من دخول أراضي القبيلة ومناطقها، ورفض تسليم أي شخص من أبنائها إلى الحوثيين.
وفي مأرب، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير مجمع للأسلحة تابع للميليشيات في شرق سوق صرواح غرب المحافظة، كما استهدفت مواقع أخرى لها بمحاذاة ريف العاصمة الجنوبي.
وفي تعز تمكنت قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات على مواقع القصر والتشريفات شرق المدينة، وكبدتها ثلاثة قتلى وعدداً من الإصابات، فيما تم تدمير طقم عسكري ورشاش في تبة سوفتيل، ما دفع الميليشيات إلى قصف الأحياء الشرقية للمدينة بالمدفعية الثقيلة.
كما عمدت الميليشيات في منطقة مدرات غرب المدينة إلى تفجير منازل أهالي المنطقة، بهدف إفساح المجال أمام عناصرها للتمركز فيها وتحويلها إلى معسكر لهم.
من جهة أخرى، تشهد العاصمة صنعاء حالة من التوتر الشديد بين سكان المدينة وعناصر الحوثي، التي تحاول فرض عمليات التجنيد بالقوة، فيما يرفضها الأهالي، وسط إطلاق التهديد من قبل الحوثيين باعتقال الرافضين، وفرض غرامات مالية عليهم تصل إلى 50 ألف ريال عن كل رافض للتجنيد الإجباري، في ظل العوز، والفاقة اللذين يعيشهما سكان المدينة، نتيجة توقف صرف الرواتب، وارتفاع أسعار السلع، وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي تستغله الميليشيات في عمليات فرض التجنيد الإجباري على سكان المدينة.