سياسات الانتقالي الصائبة تهزم عشوائية الشرعية المفككة
رأي المشهد العربي
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يوجه عدة صفعات على وجه الشرعية المفككة بعد أن وجهت المملكة العربية السعودية دعوة رسمية إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لزيارة المملكة، الأسبوع الماضي، وهي الزيارة التي تستمر حتى الآن، ويبدو واضحاً أنها تناقش الوضع الجديد في الجنوب بعد الهزائم التي منيت بها مليشيات الشرعية.
إذا عقدنا مقارنة بين تعامل الانتقالي مع الأوضاع في الجنوب وبين قرارات الشرعية العشوائية والمفككة فإننا سنكون حتماً أمام نجاحات جنوبية عديدة بفعل العمل المؤسسي الذي يؤمن به الانتقالي ويوزعه على هيئات المجلس المختلفة بالتكامل مع أدوار القوات المسلحة الجنوبية، وفي المقابل فإن الشرعية تجد نفسها غير قادرة على حسم موقفها من الانضمام إلى معسكر محور الشر "الإيراني - التركي - القطري" وبين اتخاذ قرارات قريبة من التحالف العربي وهو ما يجعلها لا تحظى بثقة أي طرف.
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحقق جملة من المكاسب السياسية والعسكرية خلال الشهر الجاري، بدءاً من اتخاذه قرار الإدارة الذاتية للجنوب ومروراً بدحر مؤامرات الشرعية في سقطرى ثم صد هجمات المليشيات الإرهابية في أبين وتأمين العاصمة عدن، ونهاية بالدعوة التي تلقاها الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى المملكة العربية السعودية ليؤكد على أن الانتقالي أضحى جزءاً من التحالف المعادي لتركيا وقطر.
وفي المقابل فإن الشرعية وجدت نفسها غير قادرة على التعامل مع قرار الإدارة الذاتية في الجنوب والذي حظي بموافقة شعبية واسعة، ولجأت إلى شن هجوم فاشل على العاصمة عدن من خلال أبين، ووجدت نفسها أمام معركة عسكرية خاسرة مجدداً ولم تفلح محاولات مد عناصرها بالمليشيات الإرهابية في أن تحقق أي اختراق في الجنوب، وانكشف أمرها أمام المجتمع الدولي الذي طالما طالب بضرورة تنفيذ اتفاق الرياض الذي أفشلته الشرعية، وفي النهاية أضحت عناصرها محاصرة في أبين.
يمكن القول بأن أي تفاهمات سياسية قد تجري في العاصمة السعودية "الرياض" خلال الأيام المقبلة ستكون في صالح المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تعامل مع الموقف بحنكة ومد يده إلى السلام مرات عديدة وأثبت أن الشرعية هي الطرف المعرقل لاتفاق الرياض وليس هو، كما أنه الطرف الذي حقق انتصارات عسكرية على الأرض بعد أن أفشل هجمات مليشيات الإخوان وأرغمها على التراجع والانسحاب من جبهات عديدة.
بدا واضحاً أمام الجميع أن هناك تناغماً بين مؤسسات المجلس الانتقالي المختلفة، وأن الأهداف واحدة بين الجميع وأن هدف استعادة الدولة يعد أمراً غير قابلاً للتفاوض بشأنه وهو ما يعطي قوة إضافية لتحركات المجلس السياسية، بالإضافة إلى تأمين جبهة الضالع وتحقيق نجاحات عسكرية فيها بالتوازي مع انتصارات أبين برهن على أن هناك قوة جنوبية مدربة لا يمكن الاستهانة بها وستكون ظهيراً مهماً لما يجري حالياً على طاولة مباحثات الرياض.