تحييد التسليح الحوثي.. التحالف يحارب على جبهة مزدوجة

الخميس 28 مايو 2020 12:02:42
testus -US

بعدما استعرت الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية الموالية لإيران ضد التحالف العربي وتحديدًا ضد المملكة العربية السعودية، فإنّ المرحلة المقبلة يبدو أنّها ستشهد "عينًا حمراء" يُظهرها التحالف ضد هذا الفصيل الإرهابي.

التحالف العربي أعلن في بيان، مساء الأربعاء، إسقاط طائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وقال التحالف في بيانه، إنّه اعترض الطائرات المسيرة الحوثية في اتجاهها إلى مدينة نجران السعودية.

وردًا على هذه الاعتداءات، تعهّد التحالف العربي بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية لتحييد وتدمير قدراتها على إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باليستية بكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

وكشف المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، إن قوات التحالف تمكنت الأربعاء، من اعتراض وإسقاط طائرات بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية في مدينة نجران السعودية.

وأوضح أنّ المليشيات الحوثية تواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الطائرات بدون طيار واستهدافها المتعمد للمدنيين والتجمعات السكانية، التي تهدد حياة المئات من المدنيين.

وشدد على أن هذه الاعمال العدائية والإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وتأكيد الرفض لمبادره وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، التي أعلن عنها التحالف في 9 أبريل الماضي.

ولفت إلى أنه لم يكن هناك أي استجابة من مليشيا الحوثي للتهدئة، مؤكدا أن مجموع الانتهاكات الحوثية للتهدئة تجاوزت أكثر من أربعة آلاف و445 اختراقًا.

بيان التحالف يكشف عن ضرورة إقدام التحالف العربي على تغيير استراتيجيته فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات، والحديث عن ضرورة تنفيذ ضربات نوعية تستهدف تفكيك القوة التسليحية للمليشيات الحوثية.

وفي هذه المواجهة، لن يكون التحالف العربي في مواجهة أمام المليشيات الإرهابية وحسب، لكنّه يعمل في هذا الإطار على مواجهة التسليح الذي تقدّمه إيران للحوثيين، وهو الدعم الذي مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.

فيما دأبت إيران على نفي تزويد الحوثيين بالأسلحة، إلا أنّ الأمم المتحدة وأمريكا والسعودية ودولًا أخرى تتهم طهران بدعم الحوثيين بالأسلحة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.

ويُمثّل الدعم الإيراني للحوثيين أحد أهم الأسباب التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الأمد الراهن، وهو ما كبّد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة.

وفي وقتٍ سابق، أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء، وقد اعترفت إيران بسفير الحوثيين لديها الصيف الماضي.

وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.

وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.

وشدد على أنّه يجب على الولايات المتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصة حيث يتواجد تنظيما القاعدة وداعش، لأن هذه التنظيمات تتقوى في ظل تلك النزاعات.

إقدام المليشيات الحوثية على مثل هذه الجرائم لم يكن ليحدث من دون حصول هذا الفصيل الإرهابي على دعمٍ واسع من إيران على مدار السنوات الماضية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجّه - في كلمة مصورة - الشكر للدولة التي حافظت على بقاء مليشياته طيلة هذه السنوات، والحديث هنا عن إيران التي حظيت بإشادة خاصة من زعيم المليشيات ووصف موقفها بـ"أوضح وأصدق موقف".

وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت المليشيات الحوثية بصنوفٍ عديدة من الدعم العسكري من قِبل إيران، على النحو الذي أطال من عمر هذا الفصيل الإرهابي.

وكانت إيران قد حاولت إخفاء دعمها المسلح للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، خرجت طهران بتصريح غير معتاد، كشفت فيه عن دعمها لهذا الفصيل الإرهابي، وقد كان ذلك في فبراير الماضي.

ففي أول مرة تكشف فيها إيران عن مدى قدرة تواجدها الفعلي في اليمن منذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات، أكّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إنّ طهران تمكَّنت من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين واليمن عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في إطار مساعيها لتصدير الثورة الإيرانية.

رضائي في مقابلة بثتها قناة الميادين، هاجم السعودية وزعم أنّ المملكة تعرضت لضعف شديد وباتت غير قادرة على مواجهة دولة فقيرة كاليمن، وأضاف: "الخطوة الثانية للثورة الإيرانية بدأت بمواجهة اقتصادية وسياسية وعسكرية جادة مع أمريك.. هدف إيران في المواجهة الجديدة هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة ونحن جادون للغاية".