إغاثات المملكة.. جهود سعودية لحماية السكان من أوبئة الحرب الحوثية
مثّلت الأزمة الصحية واحدةً من المآسي التي تسبّبت فيها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، وهي أزمة تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا مضنية من أجل مواجهتها.
ففي أحدث الجهود السعودية، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، اتفاقًا تنفيذيًّا بقيمة تزيد على عشرة ملايين ونصف المليون دولار أمريكي، لمكافحة وباء الملاريا والوقاية منه في اليمن.
وتصل مدة الاتفاق إلى 18 شهرا لتغطي مختلف المحافظات الموبوءة بالمرض، عبر أكثر من 50 نشاطا، يستفيد منه سبعة ملايين فرد.
ويشمل المشروع تأمين أدوية علاج الملاريا بنوعيه العادي والوخيم للمرضى، ودعم مخازن منظمة الصحة العالمية، بمجموعة كبيرة من الأدوية كمخزون احتياطي.
الجهود الصحية السعودية تُعبِّر عن دور متكامل تقوم به المملكة، فإلى جانب التزامها بالعمل على مكافحة الإرهاب الحوثي عسكريًّا، فإنّ المملكة تقوم بدور إغاثي يعمل على إنقاذ المدنيين من براثن الأزمة الراهنة.
ويعوِّل الكثيرون على الجهود الإغاثية السعودية من أجل إنقاذ المدنيين من الأزمة الصحية التي صنعتها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، حيث غرست المليشيات بيئة صحية شديدة الترهُّل.
إحصائيًّا، تكشف الأرقام عن بلوغ الوضع الصحي في اليمن وضعًا مأساويًّا، وقد أعلنت الأمم المتحدة أنَّ نظام الرعاية الصحية في اليمن، انهار فعليًّا مع تفشي فيروس كورونا، مضيفة أنها تسعى لجمع تمويل عاجل.
وفي إشارة لمنظمات الإغاثة، قال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في إفادة بجنيف: "نسمع من الكثير منهم أن اليمن على الحافة الآن.. الوضع مقلق بشدة وهم يتحدثون عن أن النظام الصحي انهار فعليًّا".
وأضاف: "يتحدثون عن اضطرارهم لرفض مساعدة الناس؛ لأنهم لا يملكون ما يكفي من الأكسجين الطبي، ولا يملكون معدات وقاية شخصية كافية".
وأكّد لايركه أنّ العدد الفعلي لضحايا كورونا أعلى بكثير مما هو معلن، وتابع: "الأمم المتحدة تقول إنها ستسعى لجمع ملياري دولار لليمن؛ للحفاظ على استمرار برامج الإغاثة حتى نهاية العام".
وفي مطلع مايو الجاري، دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، حيث عبَّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، عن قلقه من خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن.
وأكد في تصريحات إعلامية، أن فيروس كورونا يهدد كل المنطقة إذا استمر تفشيه في اليمن، ونبه إلى ندرة الموارد الطبية والكوادر البشرية في اليمن، مشيرا إلى أنها "مشكلة كبرى".
وطالب بوقف إطلاق النار في اليمن، معتبرا أنه خطوة أساسية للعمل الإنساني، وحذر من أن أزمة كورونا سترتد على الدول الغنية إذا لم يتم توفير تمويل لمحاصرته.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن من آثار مرعبة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا شديد البشاعة.
وتعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.