دبلوماسية الانتقالي.. الجنوب يُطلِع العالم على اعتداءات الشرعية

الجمعة 29 مايو 2020 15:10:28
testus -US

في الوقت الذي استعرت فيه المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات المسعورة، فإنّ القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تحرص على نقل هذه الحقيقة للعالم أجمع، عبر إيلاء أهمية كبيرة للعمل الدبلوماسي.

وفي هذا الإطار، بحث عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، وعدنان الكاف رئيس لجنة الإغاثة بالمجلس، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانز جروندبرج، ونائبه ريكاردو فيلا، تداعيات التصعيد العسكري بمختلف الجبهات.

واتفق الجميع، في لقاء بمشاركة الدكتورة أميرة أوجستين، على ضرورة وقف الأعمال العسكرية في مختلف الجبهات، لتمهيد المجال للحوار.

وتطرق اللقاء الموسع إلى إيجاد آليات لإيصال المساعدات الصحية والإنسانية للجنوب.

وشدد فريق المجلس، خلال اللقاء، على أهمية مؤتمر المانحين، برعاية المملكة العربية السعودية، المزمع انعقاده في الثاني من يونيو المقبل.

وشهدت الأيام الماضية تكثيفًا كبيرًا في المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب، حيث استعانت مليشيا الشرعية بعناصر إرهابية من أجل شن اعتداءات ضد الجنوب، وتجلّى ذلك فيما حدث في جبهة أبين وكذا حضرموت خلال الفترة الماضية.

الهجمات الإخوانية تحمل مزيدًا من الخروقات التي تمارسها حكومة الشرعية ضد اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

وسلكت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني مسارًا آخر غير الالتزام بهذا الاتفاق، حيث أقدمت على تفخيخ هذا الطريق عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات.

إقدام الإخوان على التصعيد ضد الجنوب عبر اعتداءات مسعورة أمرٌ يفضح حجم العبث المهيمن على حكومة الشرعية، فهذه الحكومة التي من المفترض أن تكون مهمتها العمل على تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية، لكنّها عمدت إلى تشويه البوصلة واستهداف الجنوب والتصعيد ضد أراضيه.

الأمر الأكثر ريبة أنّ المخطط الخبيث يتضمّن تنسيقًا مريبًا بين المليشيات الإخوانية و"شقيقتها" الحوثية، ضمن أعداء تكالبوا ضد الجنوب بغية السيطرة على أراضيه.

في مقابل ذلك، فقد أبدى الجنوب التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق، وأفسح المجال أمام إنجاح هذا المسار إلا أنّ هذا الالتزام لا يصادر من الجنوب حقه الأصيل في الدفاع عن نفسه واستئصال الإرهاب الذي تنفذه حكومة الشرعية ضد الجنوب.

كل هذه الحقائق الجلية حرص المجلس الانتقالي على توضيحها للمجتمع الدولي، من أجل التصدي للمراوغات التي تمارسها حكومة الشرعية على مدار الوقت، التي تدعي خلالها المظلومية لكنّها في حقيقة الأمر تمارس الكثير من الاعتداءات على الجنوب.

كما أنّ حرص المجلس الانتقالي على هذا التواصل الخارجي يندرج في إطار العمل الدبلوماسي الذي توليه القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا.

وتبذل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" جهودًا ضخمة من أجل العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.

وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.

ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.