ابتزاز مصابي كورونا.. إرهاب حوثي يفوق الخيال
"من آمن العقاب أساء الأدب.. والانتهاك أيضًا".. مقولةٌ تليق كثيرًا على الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية والذي فاق كل الخيال، على النحو الذي وصل إلى ابتزاز أسر المصابين بجائحة كورونا.
ففي تفاصيل الواقعة، توفي مريض في محافظة إب من مضاعفات إصابته بأعراض مطابقة لفيروس كورونا، بعد إخضاعه قسرًا للعلاج في مستشفى حكومي غير مخصص لعلاج مرضى فيروس كورونا، في شبهة ابتزاز.
مصادر طبية مطلعة في إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية كشفت عن تعرُّض الضحية للابتزاز داخل المستشفى الحكومي قبل وفاته.
وأكدت المصادر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، أنّ المواطن (ع. د) وصل إلى أحد المستشفيات الحكومية في مديرية القاعدة، بأعراض قوية للإصابة بفيروس كورونا.
وأوضحت أنّ إدارة المستشفى رفضت إحالة المريض إلى مستشفى جبلة، المخصص لاستقبال المصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
ولفتت إلى احتجاز المريض لثلاثة أيام في قسم التمديد، حتى فارق الحياة، بعد استنزافه ماليًّا، وتابعت: "ماطلت إدارة المستشفى في تسليم جثة المريض إلى أسرته بدعوى أنه قد يكون مصابًا بكورونا، والتعليمات تقضي بإرساله إلى مستشفى جبلة".
ورفض أهالي الضحية نقل الجثمان إلى مستشفى جبلة، وتسلموا جثته بالقوة، واتجهوا إلى قريتهم الواقعة بالنطاق الجغرافي لمديرية السياني لدفنه.
واستنكرت المصادر تلاعب المستشفيات بمصابي كورونا، لاستغلالهم ماديا، في ظل انعدام أي إجراءات احترازية طبية للحيلولة دون انتشار الفيروس، واستهجنت السماح لأسر المتوفين بأعراض كورونا، تسلم جثث ذويهم ودفنها بتكتم عن أسباب الوفاة بين أبناء قراهم.
إقدام المليشيات الحوثية على جريمة بهذا النحو يفضح حجم إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، الذي تخطّى كل الخيال.
وكما كان متوقعًا، فقد فشلت المليشيات الحوثية في اختبار كورونا الصعب، لا سيّما أنّها غرزت بذور بيئة صحية شديدة الترهل، لم تكن لتتحمّل خطرًا مثل جائحة كورونا.
يضاف إلى هذا الخطر الكبير، تحذيرات مراقبين من استمرار مليشيا الحوثي، في المراوغة وإخفاء الحقائق المتعلقة بأعداد ضحايا كورونا من إصابات ووفيات.
وحاولت المليشيات الحوثية ابتزاز المجتمع الدولي بهذه الكارثة الإنسانية، والمراوغة في تحديد موقف من الخطة الأممية لوقف القتال، والتفرغ لمواجهة هذه الجائحة.
وسجّلت محافظة صنعاء وحدها 400 حالة وفاة مع استمرار تكتم المليشيات على عدد الإصابات في وقت وصلت فيه نسبة أعداد الوفيات إلى 40% من المصابين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة مع نظيراتها في العالم.
كما أكّدت مصادر طبية وجود آلاف المصابين في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية، وأن المئات قد توفوا منذ أبريل الماضي.
يُشير كل ذلك إلى حجم العبث الذي تمارسه المليشيات الحوثية، وأنّ هذا الفصيل الإرهابي لا يبحث إلا عن مصالحه، ولا يمانع على الإطلاق في مضاعفة الأعباء على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ويبدو أنّ قنبلة كورونا المدوية أوشكت على الانفجار الشامل في اليمن، في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.
وفي وقتٍ سابق، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، مساء اليوم الخميس، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.
وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.
وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.