بعيدا عن الجبهات .. حرب اخرى تستهدف الجنوب وشعبه..!

يعقوب السفياني

أثق تماما ان تحرير ما تبقى من محافظة أبين وشبوة وحضرموت مسألة وقت فقط فالأمر محسوم سلفا لصالح المجلس الإنتقالي الجنوبي لعوامل كثيرة قد نخصص لها مقال آخر مطول ولكن يكفي أن نشير إلى حقيقة مهمة وهي تنامي القدرة العسكرية الجنوبية التابعة للإنتقالي وكفاءتها الكبيرة التي أظهرتها في مختلف الجبهات مثل شمال الضالع وأبين وأتوقع لها تصدر القوى العسكرية بلا منازع في القريب العاجل إذا ما استمر دعمها العسكري من دول التحالف ، إلى جانب تفوقها القتالي وعقيدتها الوطنية تمتع القوات الجنوبية بحاضنة شعبية في المحافظات المذكورة لانها من الشعب وإلى الشعب جنوبية خالصة يقودها جنوبيين من رعيل الثوار والمناضلين وعمالقة الجيش والحرب من أبناء الجنوب .

السيطرة العسكرية على أرض الجنوب اصبحت قاب قوسين أو أدنى واليوم يحكم الإنتقالي العاصمة عدن ولحج والضالع وأجزاء واسعة من أبين وقريبا بقية المحافظات والسؤال المطروح هو : ماذا بعد السيطرة على الأرض ؟

عندما يتم إحتلال الدول فهذا الإحتلال يأتي بصور متعددة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا والقضاء على الإحتلال بصورته العسكرية لا يلغيه في بقية صوره وهذا ما لا يعرفه كثير من الناس الذين يظنون إلحاق الهزيمة العسكرية بالإحتلال يعني الإنتصار عليه وهذا مفهوم خاطئ يجب تصحيحه ووضعنا في الجنوب عميق الصلة بهذا المفهوم فقد حققنا شبه إنتصار كامل على جحافل الإحتلال عسكريا ولكن هل انتصرنا عليه إقتصاديا وإجتماعيا حتى الآن ؟

بعد إعلان الإدارة الذاتية لارض الجنوب من قبل رئيس الجمعية العمومية لدى الإنتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك بدأت تتكشف لنا حربا ضروس من نوع آخر لا دبابة وصاروخ فيها انها الحرب الإقتصادية الشعواء التي شنتها جحافل الإحتلال بعد أن أيقنت من هزيمتها عسكريا ولا يخفى على أحد حجم التحديات الجسام التي انصدمت بها قيادة الإدارة الذاتية .

إدارات يتخللها الفساد والفشل ومرافق خاوية على عروشها وقطاع خدمي وصحي متهالك وعاجز وبنية تحتية مدمرة وملايين من الناس الغاضبين .. هذه تركة الإحتلال في عدن والجنوب وأسلحته في حربه الإقتصادية ضد الإدارة الذاتية والمجلس الإنتقالي وقد شاهدنا جميعا حجم المأساة في العاصمة عدن خصوصا مع تفشي جائحة كورونا والحميات الناتجة من فيضانات عدن الكارثية ولا ننسى بالطبع العدوان الآثم على الجنوب في أبين وشمال الضالع كل هذا تراص فوق بعضه ليشكل ما يشبه الجدار الضخم أمام نجاح الإدارة الذاتية للجنوب ونجاح المجلس إقتصاديا .

اجتماعيا ايضا يضرب الإحتلال حربا خفية تستهدف النسيج الإجتماعي الجنوبي وأداوته في هذه الحرب هم المرتزقة وبائعي الذمم من ابناء الجنوب في صف الإحتلال ، يطمح العدو من خلال هولاء إلى ما هو اكبر من منفعتهم العسكرية وهو تمزيق الصف الجنوبي الواحد وإثارة الفتن والقلاقل واستحضار مآسي التأريخ والإيقاع بين الجنوبيين وضرب وتد المناطقية في جذع الجنوب ، يحاول الإحتلال وبشتى الوسائل الإنتصار في حربه الإجتماعية هذه ضد الجنوب وطعن الجنوبيين بايدي أخوتهم وأبناء جلدتهم وهي حرب لا تقل خباثة عن الحرب العسكرية والاقتصادية وتشكل معهما ملحمة الرمق الاخير للإحتلال وفلوله مع الإرادة والحق الجنوبي .


مقالات الكاتب