فضيحة الشرعية أمام العالم
رأي المشهد العربي
على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، عملت حكومة الشرعية الظهور في "موقف المجني عليه"، لكنّها في الحقيقة لم تكن كذلك.
حكومة الشرعية الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي رفعت شعار المظلومية على مدار السنوات الماضية، مستغلةً في ذلك الجرائم المروّعة التي ارتكبتها المليشيات على مدار سنوات الحرب.
الحقيقة تقول غير ذلك، فحكومة الشرعية مشاركةٌ في الجُرم الكبير، وتسبّبت في تفاقم المأساة الإنسانية عبر سلسلة طويلة من القرارات الاقتصادية الخاطئة، كما لم تستفد من الزخم الإغاثي الكبير الذي قدّم لها.
ويمكن القول إنّ العداء الذي تدعيه حكومة الشرعية للمليشيات الحوثية يتمثّل فقط في جملةٍ من التصريحات التي تصنع "بروباجندا إخوانية" تدعي من خلالها الشرعية محاربة المشروع الحوثي، لكنّها في الحقيقة ترتمي في أحضان المليشيات.
وتملك "الشرعية" علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية، وهذا التنسيق يمثّل طعنة غادرة من قِبل حكومة الشرعية ضد التحالف العربي على الرغم من الدعم الكبير الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة على مدار السنوات الماضية.
ودون أن تكون معركتها ضد المليشيات الحوثية، فقد صبّت حكومة الشرعية عداءها في اتجاه الجنوب، عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات المسلحة، التي استعانت فيها مليشيا إخوان الشرعية بالكثير من العناصر الإرهابية.
وعلى الرغم من التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، إلا أنّ "الأخيرة" مارست الكثير من الانتهاكات والخروقات وذهبت إلى التصعيد ضد الجنوب، في وقتٍ كان يهدف فيه الاتفاق إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
إقدام الشرعية على خرق اتفاق الرياض يبرهن على خبث نوايا الحكومة المخترقة إخوانيًّا، وأنّ بوصلة عدائها ستظل موجهة ضد الجنوب، على النحو الذي يقضي على فرص الاستقرار السياسي المطلوب من أجل ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
يُشير ذلك إلى أنّ فضيحة الشرعية أصبحت على الملأ، وأنّ العالم أجمع أصبح على دراية بما تقترفه هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا من خروقات واعتداءات وخطايا، تعقِّد الأزمة وتطيل أمد الحرب.