مؤتمر المانحين.. التحالف يعًوض غياب منظمات الإغاثة في اليمن
تسبب فساد مليشيا الحوثي الإرهابية في توقف أعمال كثير من منظمات الإغاثة الدولية، ما كان آثار سلبية عديدة على المواطنين في مناطق نفوذ العناصر المدعومة من إيران، وهو ما يعطي أهمية كبيرة لمؤتمر المانحين الذي تعقده المملكة العربية السعودية افتراضياً غداً الثلاثاء، للتعامل مع الأزمات الإنسانية المتفاقمة في اليمن.
يحاول التحالف العربي تعويض الغياب الأممي والدولي عن دعم أبرياء اليمن إنسانياً، في الوقت الذي لا تجد فيه المليشيا الحوثية ضغطاً حقيقياً من المجتمع الدولي يرغمها على وقف جرائمها بحق المدنيين، وهو ما يجعل التحالف العربي مهتماً بشكل أكبر بالأبعاد الإنسانية في ظل زيادة الجهود الإغاثية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
يدرك التحالف العربي أن تأزيم الأوضاع إنسانياً على الأرض يصًعب من الوصول إلى حل سياسي عاجل للأزمة، وبالتالي فإنه يحارب الرغبة الإيرانية في تعقيد الموقف عبر تكثيف حضوره الإغاثي، وهو ما يجعل خطوات التحالف العربي الإنسانية تحمل أبعاداً سياسية مهمة، إذ أنها تستهدف الحفاظ على الكوادر البشرية لتقف في مواجهة التمدد الإيراني عبر المليشيات الحوثية.
يبدو واضحاً أن هناك قصوراً دولياً في التعامل مع المشكلات الإنسانية في اليمن، وهو لا ينفصل عن القصور السياسي والدبلوماسي لحل الأزمة، وهو ما يضع على عاتق المملكة العربية السعودية مهمة تعويض هذا القصور، لأن كشف حقيقة الأوضاع على أرض الواقع أمام المانحين قد يؤدي إلى تحريك أدوات المجتمع الدولي لحل الأزمة أو على الأقل التدخل لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وعدم وقوعها بيد المليشيات الحوثية التي تقوم بسرقتها وتحرم المواطنين منها.
ويرى مراقبون أن مؤتمر المانحين قد يشكل خرقاً حقيقياً للأزمات الحالية شريطة أن يصل المساعدات إلى المواطنين بصورة مباشرة من دون مرورها على جهات فاسدة في حكومة الشرعية أو المليشيات الحوثية تؤدي إلى عدم الاستفادة منها، وأن المملكة العربية السعودية ستكون حريصة على هذا الأمر بما لا يؤدي إلى تكرار وقائع الفساد السابقة.
ومن جهته رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، اليوم الاثنين، بتنظيم المملكة العربية السعودية، غدا، مؤتمر المانحين لليمن.
وشدد على أن تنظيم المملكة للمؤتمر يؤكد دورها الريادي لدعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب، مؤكدا أن مبادرة السعودية تعد امتدادًا لإسهاماتها السخية في تقديم الدعم الإنساني والتنموي لليمن.
وتطلع إلى إسهام المبادرة في حشد جهود المانحين الدوليين لإنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير من خلال الوقوف مع اليمن بما يسهم في استعادة أمنه واستقراره.
فيما أشاد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي، بتنظيم المملكة العربية السعودية، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة،، مؤتمر المانحين لليمن 2020م افتراضيا، مشدداً على أن المؤتمر سيسهم في حشد التمويل اللازم لدعم البرامج الإغاثية والإنسانية والتنموية لمساعدة الشعب اليمني في تحسين أوضاعه المعيشية.
ووصف المؤتمر بأنه امتداد لإسهامات المملكة الإنسانية والتنموية لدعم الشعب اليمني ورفع المعاناة الإنسانية عنه، ويجسد دورها الريادي بوصفها الداعم الأول لليمن وأكبر الممولين لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة.
وأكد أهمية توقيت عقد المؤتمر في ضوء التداعيات الصحية والاقتصادية التي تفرضها جائحة كورونا، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي استكمالاً للدعم المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.
ودعا المنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية والدول المانحة إلى المشاركة بفاعلية، ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني المهم.
فيما قالت سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا نسيبة، إن مؤتمر المانحين لليمن، الذي تنظمه المملكة العربية السعودية، غدا الثلاثاء، يعبّر عن الدور الريادي للمملكة في رفع المعاناة الإنسانية عن الأشقاء في اليمن.
وشددت في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، على وقوف الإمارات إلى جانب المملكة في جهودها لتمكين اليمن من تحقيق ازدهاره وتطلعاته في مستقبل أفضل، ورفع المعاناة الإنسانية عن مواطنيه، وأكدت أن دولة الإمارات تساند المبادرات والجهود الرامية إلى إنجاح هذا المؤتمر الإنساني، لدعم مسيرة التنمية في اليمن.