مؤتمر المانحين.. بارقة أمل لمواجهة مأساة اليمن الفظيعة
تتوجّه الأنظار إلى مؤتمر المانحين الذي تعقده المملكة العربية السعودية، بحثًا عن نافذة إنسانية تضع حدًا للمأساة التي يعيشها اليمن، والناجمة عن الحرب الحوثية العبثية القائمة منذ صيف 2014.
ففي الوقت الذي بلغت فيه الأزمة الإنسانية اليمنية حدًا شديد البشاعة على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، يعوِّل الكثيرون على مؤتمر المانحين ليضع حدًا للمأساة الإنسانية.
وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة، استضافة المملكة العربية السعودية مؤتمر المانحين لليمن، يُعقد اليوم الثلاثاء.
وأوضح في بيان، أن المؤتمر سيعقد افتراضيا في العاصمة الرياض، برئاسة المملكة، وقال إنّ المؤتمر يعد تأكيدًا على دور المملكة العربية السعودية الريادي في اليمن على وجه الخصوص، عبر المساعدات الإنسانية والغذائية الفترة الماضية.
وفي هذا الإطار، أشاد سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية مصر العربية، أسامة بن أحمد نقلي، باستضافة المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، مؤتمرًا عن بُعد للمانحين لليمن.
وقال في تصريحات صحفية، إنّ دعوة المملكة لعقد المؤتمر تجسد إسهاماتها الإنسانية والتنموية لدعم الشعب اليمني، ورفع معاناته الإنسانية، وشدد على أن مبادرات المملكة تعكس دورها الريادي كونها الداعم الأول لليمن وأكبر الممولين لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة.
وأشار السفير السعودي إلى أهمية عقد المؤتمر في ضوء تداعيات جائحة كوروناـ بهدف مساعدة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته.
بدوره، أكّد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي أنّ المملكة تسخر جميع الإمكانات لنجاح مؤتمر المانحين لليمن.
ووصف المؤتمر بأنه يجسد الدور الإنساني للمملكة على جميع الأصعدة، ويؤكد مكانتها الرفيعة لكونها إحدى أكبر الدول المانحة على مستوى العالم والداعمة لليمن وشعبه خلال العقود الماضية.
وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني في اليمن، إلى جانب السعي للحصول على التزامات مادية من دول العالم لمساعدة الأمم المتحدة على معالجة المشكلات الإنسانية والصحية التي تزيد المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، باستمرارها في خرق الهدنة.
وأعرب عن أمنياته في نجاح المؤتمر، وأن يحقق الأهداف المرجوة منه، بما يجلب لليمن الشقيق وشعبه الرخاء والازدهار.
بدوره، تطلع رئيس مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان، الدكتور أمجد شموط، إلى نجاح مؤتمر المانحين لليمن.
وقال إن المؤتمر يدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وينعكس إيجابيا على حالة وأوضاع حقوق الإنسان، ونبه إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بسبب الانتهاكات المتعلقة بالحقوق الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا، وخروج المليشيا الحوثية على القانون الدولي.
وقوبل الإعلان السعودي بالكثير من ردود الأفعال المرحبة، حيث أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة ترحيبها ودعمها مؤتمر المانحين لليمن الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية في الثاني من يونيو المقبل؛ استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، أنَّ المؤتمر، الذي سيعقد عن بُعد، يأتي استمرارا لنهج المملكة في حشد المساعدات والمساهمات الإنسانية والتنموية العالمية لليمن وشعبه.
وأضاف البيان أن الدعوة لهذا المؤتمر تأكيد لدور المملكة العربية السعودية الريادي في رفع المعاناة الإنسانية عن الأشقاء اليمنيين.
وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على أن دولة الإمارات تدعم كافة المبادرات والجهود الرامية إلى إنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير الذي يهدف إلى دعم مسيرة التنمية في اليمن.
وأكدت استعداد الإمارات تقديم كل ما يُمَكّن اليمن من تحقيق الازدهار، ويرفع المعاناة الإنسانية عن كاهل شعبه الشقيق، ويلبي كل آماله وتطلعاته في مستقبل أفضل مستقر.
ورحَّبت مملكة البحرين، بإعلان المملكة العربية السعودية، اعتزامها تنظيم مؤتمر المانحين لليمن في الثاني من يونيو المقبل.
وعبرت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، منذ قليل، عن دعمها للمؤتمر، مؤكدة أنه يجسد الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، بإعلان المملكة العربية السعودية تنظيم مؤتمر المانحين لليمن، في الثاني من يونيو المقبل.
واعتبر أن مبادرة المملكة باستضافة المؤتمر بمشاركة الأمم المتحدة، امتدادًا للمساهمات الإنسانية والتنموية السخية التي تقدمها السعودية، الدولة المانحة الأولى لليمن.
وثمن دور دول المجلس كافة في مساندة اليمن وشعبه الشقيق، معبراً عن تطلعه لتظافر جهود المانحين الدوليين لدعم هذه المبادرة.
ويعول الكثيرون على أن يضع هذا المؤتمر حدًا للأزمة الإنسانية التي استعرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ومؤخرًا،كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.