الوزير وعامل النظافة.. كورونا يفضح الطائفية الحوثية الخبيثة
أبت جائحة كورونا التي سجّلت حضورًا طاغيًّا في مناطق سيطرة الحوثيين، أن تمر من دون أن تفضح حجم الطائفية البشعة التي يمارسها هذا الفصيل المدعوم من إيران.
ففي هذا الإطار، كشفت صورة متداولة لوزير الصحة في حكومة مليشيا الحوثي "غير المعترف بها" المدعو طه المتوكل، خلال تواجده في مركز العزل الخاص بمرضى كورونا في صنعاء، تمييز طبقيًّا فاضحًا.
وظهر في الصورة، التي نشرتها وسائل الإعلام التابعة للمليشيات المدعومة من إيران، عامل نظافة من الفئة المهمشة يقف خلف الوزير الحوثي طه المتوكل، ومدير المستشفى أمين الجنيد، أعزل من أي وسائل للحماية من الإصابة بفيروس كورونا ولايرتدي كمامة أو قفازات ليديه، فيما كان الوزير الحوثي ومدير المستشفى الجنيد يرتديان البدلات وكافة وسائل الحماية من الإصابة بالفيروس التاجي.
ووثقت الصورة المتداولة على نطاق واسع، حالة التعامل الطبقي لمليشيا الحوثي مع المواطنين والمرضى.
ووصف مصدر طبي لـ"المشهد العربي"، وجود عامل داخل المستشفى دون وسائل الوقاية بأنه جريمة ضد الإنسانية.
واعتبر الصورة دليلًا على استهتار كبير بأرواح عمال النظافة من الفئة المهمشة، مطالبا المنظمات الدولية بالتحقيق في الحادث وحماية عمال النظافة في مراكز العزل الطبي بكورونا.
وأصبح وباء كورونا عنوانًا للمعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، على النحو الذي يبرهن على أنّ المليشيات فشلت في هذا الاختبار الصعب.
توفي اثنان من أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء، بأعراض فيروس كورونا المستجد.
وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن الأكاديميين في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، محمد الكوري، وعبدالله الذبحاني، توفيا بأعراض الفيروس التاجي.
في سياق متصل، كشف مصدر طبي لـ"المشهد العربي"، عن تسجيل 27 حالة إصابة جديدة ووفيات بكورونا في صنعاء، التي تشهد تفشيا واسعا للفيروس المستجد، وسط استمرار مليشيا الحوثي في تكتمها على حجم الجائحة.
وتعبيرًا عن تفاقم المأساة، فقد أكّدت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية ارتفاع أسعار القبور في صنعاء بعد تزايد عدد حالات الوفاة في اليمن نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة عن سكان في صنعاء أن أسعار القبور ارتفعت من 50 ألف ريال إلى 300 ألف ريال للقبر الواحد.
وأوضحت الصحيفة أنّ كثيرًا من الأسر أصبحت غير قادرة على توفير هذا المبلغ في ظل الفقر الذي يعيشه أكثر من 80% من سكان اليمن، نتيجة ممارسات مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.
في سياق متصل، أغلقت مليشيا الحوثي، أربعة مستشفيات خاصة في صنعاء، بدعوى رفضها استقبال حالات مصابة بفيروس كورونا.
وقال مصدر طبي لـ"المشهد العربي"، إن المليشيا أغلقت أربعة مستشفيات في صنعاء، لرفضها استقبال الحالات المرضية المصابة بكورونا، موضحًا أنّ غالبية المستشفيات في صنعاء ترفض استقبال المصابين بفيروس كورونا، إلا أنها تدفع إتاوات للقيادات الحوثية في قطاع الصحة لعدم تعرضها للإغلاق.
وأشار إلى أن المليشيات تطالب المستشفيات باستقبال حالات كورونا في وقت تطالب المستشفيات برفدها بالإمكانيات اللازمة، وحصولها على بعض التجهيزات المقدمة كمساعدات من المنظمات الدولية.
ولفت المصدر إلى أن بعض المستشفيات الخاصة صغيرة جدا، لا تصلح لاستقبال المصابين بكورونا ويهدد هذا الإجراء بتحولها إلى مصدر لنشر الوباء وليس علاجه.
ويمكن القول إنّ جائحة كورونا فجّرت قنبلة رعب في الداخل اليمني من أن تتفاقم المأساة الإنسانية، المصنفة بأنها واحدة من الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وسبق أن حذّر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، من أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس "كورونا"، قد تؤدي إلى أزمة أمن غذائي باليمن.
وبالنظر إلى حالة تفشي كورونا، فيمكن القول إنّ قنبلة الجائحة قد انفجرت بالفعل في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.
وفي وقتٍ سابق، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.
وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.
وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.
وسجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا مرعبًا للفيروس، في وقتٍ تنظر فيه المليشيات لمن يصاب بالمرض بأنّه "متهم".
وكما كان متوقعًا، فقد فشلت المليشيات الحوثية في اختبار كورونا الصعب، لا سيّما أنّها غرزت بذور بيئة صحية شديدة الترهل، لم تكن لتتحمّل خطرًا مثل جائحة كورونا.