فساد الشرعية.. نهبٌ للأموال وتمويلٌ للإرهاب
يمثل الفساد الذي تمارسه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، أحد الأسباب التي قادت إلى إطالة أمد الحرب، كما حقّق قادة هذا الفصيل ثروات ضخمة في وقتٍ يعاني فيه الملايين من أزمات إنسانية، بالإضافة إلى استخدام هذه الأموال في تمويل الإرهاب.
وبقيادة الإرهابي علي محسن الأحمر، شكّلت حكومة الشرعية على ما يبدو شبكة تمارس صنوفًا عديدة من الفساد، يشارك فيه التاجر أحمد العيسي بالإضافة إلى أبناء الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، من أجل جني الأموال التي تحقّق مصالح الشرعية المخترقة إخوانيًّا في المقام الأول.
لا يقتصر فساد الشرعية على كونه يُستخدم تحقيق الثروات المالية الطائلة ووسط معاناة ملايين الناس من أزمة إنسانية فتاكة، لكنّ الحكومة المخترقة إخوانيًّا تستخدم هذه الأموال في تمويل الإرهاب، لا سيّما أنّ علاقات متجذرة تملكها الشرعية مع تنظيمات متطرفة في مقدمتها تنظيم القاعدة.
يُشير ذلك إلى أنّه من الضروري وبشكل عاجل العمل على مواجهة فساد الشرعية بشكل حازم وحاسم من أجل وقف نهب الأموال وتوجيهها إلى المكان المناسب، بالإضافة إلى أهمية ذلك في تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
يتفق مع ذلك الإعلامي صلاح بن لغبر، الذي طالب بمصادرة منابع الفساد التابعة لرجل الأعمال الإخواني أحمد العيسي وأولاد الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وذلك لتجفيف منابع ومصادر تمويل الإرهاب.
وقال بن لغبر في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "وقف وتجفيف ومصادرة جميع مصادر ومنابع الفساد التي تتبع المدعو أحمد العيسي وأولاد هادي خطوة هامة جداً في محاربة الإرهاب والاغتيالات".
وأضاف بن لغبر في تغريدته: "علماً أن أهم جانب في محاربة الإرهاب هو تجفيف منابع تمويله بالتوازي مع الجهد العسكري والأمني".
ويمكن القول إنّ قادة حكومة الشرعية تحوّلوا لما يشبه تجار الحروب الذي يتكسّبون ويتربّحون من إطالة أمد الحرب، عبر ممارسات فساد غاشمة، شهد لها القاصي والداني.
وفيما تعدّدت جرائم الفساد التي ارتكبتها الشرعية، فقد تجلّت أحدث هذه الجرائم في منفذ الوديعة، ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا، حيث أقدمت حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا على فرض عمل فحوصات على العائدين عبر منفذ الوديعة على حسابهم الشخصي بالرغم من تكفل السعودية بذلك.
الواقعة كشفها المحلل السياسي حسين لقور، الذي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما يحدث في منفذ الوديعة يتطلب الوقوف أمامه لمن يحمل أي جزء من المسؤولية لما يحصل للعابرين".
وأضاف لقور: "في الوقت الذي أعلنت فيه المملكة أن فحص كورونا مجانيا لكل من يقيم عليها يطلب نائب رئيس وزراء حكومة المنفى اليمنية عمل الفحص على حساب المسافرين الذين أغلبهم لا يملكون ما يكفي من المال".
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، سيطر "الفساد" على حكومة الشرعية، وهي تحت اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، حتى كون قادة هذا المعسكر ثروات مالية طائلة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من مآسي إنسانية شديدة البشاعة.
وعند الحديث عن فساد حكومة الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك، فيما جاء الدور حاليًّا على محاولة إتلاف المستندات التي تفضح فسادهم.
وعلى خطا الأحمر، سار الكثير من قادة نظام الشرعية، لا سيّما الموالون لحزب الإصلاح الإخواني، أولئك الذين استغلوا حالة الحرب من أجل مواصلة هذا الفساد الموثّق بعديد الاتهامات والأدلة دون أن يكون لذلك الفساد رقيبًا أو حسيبًا.
الجانب الآخر من المشهد يتمثّل في دعم الشرعية وتمويلها للإرهاب، وهنا يطل على الساحة سريعًا الحديث عن العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين حكومة الشرعية وتنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك من المرجعيات المتطرفة التي تجمع بين الإخوان والقاعدة.
وتمثل العلاقات مع تنظيم القاعدة، أحد أوجه الإرهاب الذي اتسمت به حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، ومن أجل أن ينفّذ أجندته الإرهابية، سيطر "الإصلاح" على مفاصل جيش الشرعية، بعدما ألحق إلى صفوفه عناصر إرهابية.
وعلى مدار السنوات الماضية، تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على جيش الشرعية، عبر الزج بعناصر إرهابية تابعة له، حرّكت هذا المعسكر بما يخدم مصالح جماعة الإخوان.
حزب الإصلاح الذي تستّر وراء عباءة الشرعية بعدما سيطر على مفاصل حكومتها، أخذ في تعزيز تحالفه مع تنظيمات إرهابية من أجل تحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه، وذلك من خلال التنسيق مع تنظيمي القاعدة وداعش واستقطب الكثير من عناصرهما إلى صفوفه.
وتُمثل العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين حزب الإصلاح الإخواني وتنظيم القاعدة، أحد أكثر الأدلة وضوحًا لحجم تفشي الإرهاب في معسكر حكومة الشرعية، الخاضعة لسيطرة الحزب الإخواني.
وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.