الجنوب لن يرضخ لإرهاب الشرعية
رأي المشهد العربي
كشفت جملة من الحوادث الأمنية التي وقعت في العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب، خلال الأسبوع الماضي، عن رهان الشرعية على الفوضى الأمنية كبديل عن المواجهة العسكرية المباشرة، التي طالما انتهت بهزيمتها على أيدي القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين، وهو مخطط يقوده عناصر الشر المحسوبين على قطر وتركيا وتنظيم الإخوان الإرهابي المسيطر على الشرعية.
يقوم مخطط الشرعية على ضرب استقرار محافظات الجنوب وإرباكها عبر جرائم اغتيال على شاكلة الجريمة الإرهابية باغتيال المصور العالمي نبيل القعيطي، أو من خلال تنفيذ عمليات إرهابية كالتي وقعت فجر اليوم الجمعة باستهداف أحد الأطقم الأمنية التابعة لقوات العاصفة بالقرب من البنك الأهلي بمديرية كريتر.
لتحقيق أهداف الشرعية زجت بالعشرات من عناصر إرهابية تتبعها في الجنوب، لتنفيذ عمليات إرهابية وإشاعة الفوضى، وتشتيت انتباه القوات الجنوبية على أكثر من جبهة.
وظنت الشرعية أن اهتمام الجنوب بمواجهة جائحة كورونا، فرصة لتفعيل سيناريو الفوضى الأمنية في الجنوب، والدخول على خط الأزمة وخلخلة الجبهة الجنوبية الداخلية، ردا على هزائمها المتتالية في أبين.
لدى الشرعية قناعة بأنها تستطيع مواصلة منع مدير أمن عدن من العودة إلى العاصمة عدن مجدداً، وتستعين بالمال القطري الذي يصل إلى المدعوين الميسري والجبواني لخلخة الأمن في الجنوب، غير أنها لا تعِ بأن هجماتها تشغل الغضب الكامن في نفوس أبناء الجنوب العربي ضدها، وأن الأعداد الغفيرة التي شاركت في تشييع جنازة الشهيد القعيطي، تؤكد على أنه لا مكان للشرعية في الجنوب حتى وإن استعانت بعملياتها الإرهابية فإنها لن تمكنها من البقاء طويلاً.
تشير الوقائع التاريخية إلى أن الشرعية لطالما لجأت إلى حوادث العنف للتغطية على خسائرها السياسية والعسكرية في الجنوب، فلجوء الشرعية إلى تلك الورقة يبرهن على ضعفها وعدم قدرتها على المواجهة العسكرية المباشرة، وهو ما يصب في صالح الجنوب الذي عليه أن يكثف جهوده العسكرية على الجبهات.