المهرة تنتفض أمام محاولات استغلالها كمحطة لدعم مليشيات الإخوان
شهدت محافظة المهرة جملة من التحركات الشعبية والعسكرية خلال الأيام الماضية بما يمنع محاولة استغلالها كمحطة لدعم مليشيات الإخوان في شبوة وأبين بعد أن أشارت تقارير سابقة إلى إرسال تركيا عناصر استخباراتية إلى المحافظة من أجل زعزعة استقرار الجنوب، وفي ظل وجود تكهنات عديدة بإرسال قطر أموالها وأسلحتها إلى العناصر الإرهابية من خلال المحافظة.
وتكمن أهمية تحرك شيوخ وشباب محافظة المهرة في الوقت الحالي في التأكيد على أن الشرعية التي تتواجد مليشياتها في شبوة وأبين محاصرة شعبيا من جميع المحافظات، وأن محاولات استغلال البعد الجغرافي للمهرة لن يأتي بثماره في ظل إدراك أبناء المحافظة بطبيعة المؤامرات التي تحاك ضد أبناء الجنوب في ظل التدخلات التركية العديدة بالمحافظة خلال الأشهر الماضية.
وتشير معلومات عديدة إلى تزايد النشاط التركي من خلال تدفق عملاء الاستخبارات التركية، عبر منافذ محافظة المهرة تحت غطاء هيئة الإغاثة الإنسانية إلى بعض المحافظات المحررة، وتأجيج الخطاب السياسي والإعلامي المعادي للتحالف العربي، من خلال قنوات إعلامية تبث من مدينة إسطنبول التركية التي تحولت إلى وجهة مفضلة لدى الكثير من القيادات السياسية والإعلامية المحسوبة على مليشيات الإصلاح.
ويرى مراقبون أن "قناة المهرية" التي تبث من إسطنبول تحاول باستمرار الوقيعة بين أهالي المحافظة والتحالف العربي، وهو ما أدرك أبناء المحافظة خطورته على وحدتهم وتماسكهم في مواجهة المشروع الإيراني التركي القطري، ودفع ذلك لعقد العديد من الاجتماعات بين المكونات الشعبية في المحافظة من أجل التأكيد على دعم وتأييد المجلس الانتقالي في مواجهة مليشيات الإخوان المهيمنين على الشرعية.
وأعلن شيوخ ومقادمة وشخصيات اجتماعية بمحافظة المهرة، السبت تأييدهم المطلق للإدارة الذاتية الجنوبية، ورفضهم القاطع إمداد المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، بالسلاح لإبادة الأبرياء في محافظات الجنوب، وذلك خلال لقاء موسع بمدينة الغيضة بمحافظة المهرة جمع شيوخا وشخصيات اجتماعية من كافة مديريات المحافظة.
وأدانوا – في بيان أصدروه - الحرب الموجهة والشاملة والتحشيد المستمر لميلشيات الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، ضد العاصمة عدن بهدف اجتياحها، كما أدانوا عمليات التخريب والإرهاب والاغتيالات الممنهجة لخيرة كوادر الجنوب والعمل على حرمان عدن من الخدمات الأساسية والمعيشية من الكهرباء والماء وخدمات طبية ومرتبات بهدف إخضاع شعبنا الجنوبي لأجندات الخارج.
ورحبوا بقرار قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان الإدارة الذاتية للجنوب، وما يترتب عليها من إجراءات وتهيئة المحافظة للعمل على تنفيذها، وشددوا على أن المهرة جنوبية، وأن أمنها واستقرارها خط أحمر، وهو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الجنوب والخليج والجزيرة العربية ودول الإقليم ككل.
وأكدوا وقوفهم في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي للعمل صفا واحدا مع التحالف العربي ومحاربة الأنشطة الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا وإيران، وجددوا تأكيد العلاقة الإستراتيجية مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأعلنوا رفضهم العمل التحريضي والمناطقي الممنهج على أبناء المحافظات الجنوبية في محافظة المهرة من بعض القوى التي تهدف لتمزيق النسيج الجنوبي، وطالب المجتمعون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بسرعة تشكيل النخبة المهرية من أبناء المهرة الشرفاء لحماية أراضيهم ومكتسباتهم.
وكلف المجتمعون القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة بوضع برنامج سياسي جماهيري على مستوى جميع مديريات المحافظة لترجمة ما جاء بالبيان.
فيما طالب شبان مؤيدون للمجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة، اليوم الأحد، بسرعة تأسيس وتشكيل قوات النخبة المهرية، وعرضوا مطالبهم وتطلعاتهم خلال لقاء مع نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة حسان مهدي بلحاف، بمقر القيادة المحلية.
وطالبوا بسرعة تشكيل النخبة المهرية، مؤكدين التزامهم بالعمل وفقا لتوجيهات القيادة السياسة للمجلس الانتقالي؛ للدفاع عن الجنوب الأرض والإنسان والهوية، وشددوا على أن أمن المهرة لا يتجزأ عن أمن الجنوب، مناشدين بقية شباب المحافظة لإعلان مواقفهم على درب الشهداء حتى التحرير والاستقلال.
وجددوا التأكيد على استعدادهم للعمل في مكونات المجلس الانتقالي؛ لخدمة المشروع الوطني الجنوبي، رافضين بقاء محافظتهم بيد قوى الاحتلال وبعض المشاريع الصغيرة المنتقصة.
بدوره أكد نائب رئيس انتقالي المهرة، ترحيب القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة وانفتاحها على الجميع، مشيدا في نفس الوقت بهذه المبادرة الشجاعة والخطوة الجريئة.
وشكر بلحاف، للشباب مواقفهم الوطنية المسؤولة النابعة من حرصهم، واستشعارهم بحجم المؤامرات والمشاريع التخريبية التى تشهدها الساحة الجنوبية عموما والمحافظة بشكل خاص.
وجرى الاتفاق في نهاية اللقاء، على التنسيق المشترك واستكمال بقية الإجراءات المطلوبة والامكانيات اللازمة؛ لتشكيل النخبة المهرية وإعلان إشهارها لاحقا.