المخا بعد عام من التحرير.. استقرار وتنمية وتطلع نحو المستقبل
مدينة المخا الساحلية والقريبة من باب المندب، كانت إحدى المدن التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي، وحولتها على ثكنة عسكرية مطلع العام 2015.
وتسببت الميليشيات في تهجير سكان المدينة وحصار من تبقى، واستخدامهم دروعاً بشرية، واستغلال ظروفهم المادية لتجنيدهم في صفوفها واعتقال كل من يرفض ذلك، ما خلد الدور البارز الذي لعبته دولة الإمارات في تحريرها وتأمينها وإعادة إعمارها في نفوس اليمنيين عامة وسكان المدينة بشكل خاص.
وعاشت المخا والقرى المجاورة لها أوضاع صعبة ولا سيما القطاعات الخدمية، إذ حولت الميليشيات مستشفى المدينة الوحيد إلى ثكنة عسكرية ومستشفى خاص لعلاج جرحاها وسكن لجنودها.
كما قطعت الكهرباء عن المدينة توقفت العملية التعليمية وهجر السكان مناطقهم خوفاً من بطش الميليشيا. تحررت المخا قبل عام اذ أعلنت قوات التحالف العربي تحرير المدينة يوم 23 يناير 2017 وذلك بالسيطرة على المرافق الرئيسية فيها، وطـــرد عناصــر ميليــشيا الحوثي منها، لتشهد المدينة والقرى المجاورة لها استقرار أمني وعودة الخـــدمات وإعادة اعمار وحركة اقتصادية لم تشهدها من قبل.
تأمين الملاحة الدولية
ساهم تحرير مدينة وميناء المخا في تأمين المياه الدولية في البحر الأحمر وبالقرب من باب المندب، حيث ظلت الميليشيات، تهدد الملاحة الدولية، وتستخدم ميناء المخا لتهريب الأسلحة وانطلاق مسلحيها لمهاجمة السفن التجارية والعسكرية في المياه الدولية.
وبعد تحرير المدينة والقرى المجاورة لها شهدت منطقة باب المندب استقراراً أمنياً كبيراً، وتقلصت أعمال الاعتداء على السفن التجارية، كما ساهم تحرير ميناء المخا في وقف عمليات تهريب الأسلحة للميليشيا عبر الميناء ومناطق الساحل الغربي.
دور بارز للإمارات
لعبت دولة الإمارات ضمن دول التحالف العربي دوراً محورياً في الانتصارات التي تحققت في الساحل الغربي، ولا سيما تحرير ميناء ومدينة المخا، وذلك من خلال دعم وتسليح المقاومة الجنوبية، وتجهيزيها للقتال في الساحل، وكذلك إسنادها الجوي لهذه القوات ومشاركة جنود الإمارات البواسل القتال جنباً إلى جنب مع قوات المقاومة والجيش الوطني.
وبعد تحرير المدينة والقرى المجاورة لها، أولت الإمارات اهتماماً كبيراً بتطبيع الحياة في المناطق المحررة في الساحل الغربي، من خلال دعم القطاعات الخدمية، حيث تم دعم قطاع الكهرباء وإعادة تشغيل محطة المخا، وتم إعادة صيانة وتأهيل مستشفى المخا ودعمه بما يحتاج من أجهزة ومعدات وكادر طبي.
استمرار الانتصارات
بعد تطبيع الحياة في مدينة المخا وتأمينها، انطلقت قوات المقاومة والجيش الوطني وبدعم من القوات الإماراتية صوب تحرير مناطق أخرى في الساحل الغربي، حيث تمكنت هذه القوات من تحرير مدينة يختل ومن ثم تحرير أولى مديريات محافظـــة الحديدة مدينة الخوخة. القائد العام لجبهة الساحل الغربي «ابو زرعة المحرمي» قال لـ«البيان»:
إن جهوداً كبرى بذلت خلال معارك تحرير مناطق الساحل الغربي، وقدمت قوات الجيش والمقاومة والـــــقوات الإماراتية تضــحيات كبرى، وبذلت جهود مضاعفة لإعادة تطبيع الحياة وتأمين هذه المناطق.
وأضـــاف ان الإمارات كـــانت الســـاعد الأقوى لدعم قوات المقاومة، ومن ثم تطــبيع الحياة في هذه المناطق، وهــو الأمر الذي رفع من معـــنويات مقاتلينا وواصلوا تقدمهم وسيستمرون حتى تحـــرير كامل مناطق الساحل الغربي.