معسكرات تعز الإرهابية بوابة دخول أردوغان للساحة اليمنية

الاثنين 8 يونيو 2020 20:56:00
testus -US

تشير إستراتيجية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل في شؤون البلدان العربية إلى أنه دائم الاعتماد على المرتزقة لتحقيق مكاسب سياسية له عبر تنفيذ عمليات إرهابية في هذه البلدان، ولعل ذلك تحديدا ما يقوم به في ليبيا. ومن الواضح أنه يرغب في تكرار الأمر في اليمن مستفيدًا من المرتزقة السوريين عبر نقلهم إلى اليمن وتدريبهم داخل معسكرات تعز الإرهابية التي جرى تدشينها خلال الأشهر الماضية.

وتشهد محافظة تعز نشاطا متصاعدا للإخوان بقيادة الإرهابي حمود سعيد المخلافي الذي افتتح ثلاثة معسكرات لاستقبال المجندين المنتمين لمليشيات الإصلاح ومن ثم توزيعهم على وحدات الجيش والأمن أو ضمهم لقوام ألوية مستحدثة بدعم مالي قطري وتواطؤ من قيادة محور تعز التي يسيطر عليها الإخوان.

وكما الحال في ليبيا التي تسيطر على حكومتها مليشيات إرهابية يقودها فايز السراج، فإن الوضع في اليمن قد يكون مشابهًا لأن حكومة الشرعية تهيمن عليها مليشيات الإصلاح الإرهابية، وهو ما قد يدفع الرئيس التركي للتعويل على هذا الوجود من أجل إيجاد غطاء شرعي لمليشياته الإرهابية التي ينشرها في عدد من الدول وتستهدف بالأساس ضرب معسكر الاعتدال العربي وتحقيق مصالح قطر وإيران وتركيا أيضًا في المنطقة.

ويرى مراقبون أن معسكرات تعز تشبه كثيرًا المعسكرات التي دشنها أردوغان في سوريا لتدريب المرتزقة ونقلهم إلى ليبيا، وأن المنضمين إلى تلك المعسكرات يحصلون على عوائد مالية نظير مشاركتهم في الأعمال العسكرية أو تنفيذ العمليات الإرهابية، وأنه من الوارد أن يكون هناك ضباط استخباراتيون أتراك يشرفون على هذه التدريبات، تحديدًا في ظل الحديث عن توافدهم إلى المهرة خلال الأشهر الماضية.

وبحسب ما نشرته صحيفة "أحوال تركية"، فإن رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أنّ الاستخبارات التركية طلبت بشكل رسمي من الفصائل السورية الموالية لها تحضير مقاتلين "مرتزقة" بغية إرسالهم إلى اليمن للقتال مع الجماعات المُتشددة هناك، وذلك مقابل مبالغ مالية ضخمة ومُغريات كثيرة.

وبالفعل، بدأ سماسرة المرتزقة في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، الترويج لدى الفصائل السورية الموالية لتركيا، بأنّ من يريد أن يقاتل في اليمن فإنّ أردوغان جاهز لتجنيدهم، وذلك بينما أدخل الرئيس التركي أكثر من 10500 جندي لتعويض انقراض المقاتلين السوريين المُحتمل هناك.

وكانت أنقرة قد أرسلت العشرات من ضباط الاستخبارات إلى اليمن تحت شعار "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية، ووصل بعضهم إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ "شحن" الحدودي في محافظة المهرة بعد أن حصلوا على تسهيلات من المدعو أحمد الميسري الذي يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الشرعية.

وبالتوازي مع ذلك، تحولت تركيا إلى وجهة مفضلة للقنوات الإعلامية المموّلة من قطر لاستهداف دول التحالف العربي، حيث تبث العديد من القنوات الإخوانية الممولة من الدوحة من مدينة إسطنبول مثل، بلقيس ويمن شباب والمهرية.

وفي دليل آخر على العلاقة بين أنقرة ومليشيات الإصلاح، كشفت مقاطع مصورة، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، عن أسر قوات الجيش الوطني الليبي، مرتزقة يمنيين.

واعترف اثنان من الأسرى، في المقطع المتداول، بأنهم من محافظة تعز اليمنية، في مؤشر على تعبئة حزب الإصلاح الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، مرتزقة لمؤازرة مخططات الرئيس التركي رجب أردوغان، لإشاعة الفوضى في ليبيا.

وحشد أردوغان عشرة آلاف و300 مرتزق سوري – جوا وبحرا  – في صفوف مقاتلي حكومة الوفاق الليبية، بحسب تقديرات المرصد السوري، لقتال الجيش الوطني الليبي.