قبائل الجنوب.. سلاح شعبي يدعم القوة العسكرية لوقف إرهاب الشرعية
تقوم القبائل الموجودة في محافظات الجنوب بأدوار فاعلة لطرد مليشيات الشرعية التي تعيث فسادًا وإرهابًا على أرض الجنوب، وهو ما يجعل أدوارها الشعبية التي تضاعفت مؤخرًا بمثابة سلاح موازٍ إلى جانب القوة العسكرية التي تقودها القوات المسلحة الجنوبية لوقف إرهاب الشرعية، والتعامل مع عملياتها الإرهابية بحق المدنيين.
وخلال الأيام الماضية تنوعت الاجتماعات التي عقدها شيوخ القبائل في كل من شبوة وسقطرى وحضرموت، بعد أن شهدت تلك المحافظات عمليات إرهابية طالت أبناءهم ، وتسببت في غضب شعبي بين القبائل انعكس في الفعاليات التي نظمتها والتي حوت على تهديدات بطرد العناصر الإرهابية المحسوبين على الشرعية وأمهلتها فترات زمنية محددة لسحب قواتها.
ويرى مراقبون أن القبائل سيكون لها أدوار فاعلة خلال الفترة المقبلة تحديدًا في ظل التضييق العسكري التي تواجهه الشرعية على الجبهات وهو ما يدفعها للتصعيد بحق المواطنين الأبرياء للتأكيد على حضورها، غير أن ذلك التصعيد سوف يأتي بنتائج سلبية عليها في ظل الغضب الشعبي الكامل في نفوس أبناء الجنوب، وأن اتحاد شباب وشيوخ القبائل يمهد لإنهاء وجود الشرعية في الجنوب.
ويذهب البعض للتأكيد على أن القبائل من المقرر أن يكون لها دور مهم لإنهاء جرائم مليشيات الشرعية بحق المواطنين بعد أن استعرت الحملات الإرهابية التي طالت العديد من الأطفال والرجال والنساء، وأن عناصر الشرعية سيفكرون كثيرًا قبل الإقدام على ارتكاب أي عمل سيكون من شأنه رفع حدة الغضب تجاهها.
وتأتي انتفاضة القبائل في وقت تواجه فيه الشرعية انكسارات على الجبهات، تحديدًا في جبهة أبين، وهو ما يجعلها أمام تحدٍ آخر يرتبط بلفظها من البيئة التي توجد فيها، وهو ما يضيق الخناق عليها.
طالبت قبائل الدولة العوالق وقبائل شبوة، بطرد القوات الخاصة الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، وحذرت، خلال اجتماع للقيادات القبلية، صباح اليوم الاثنين، في منطقة الوطأة شمال عتق، من استمرار سياسة الاعتقالات التعسفية والسجون السرية.
كما شددوا على ضرورة إعادة أبناء المحافظة من مدينة شقرة في محافظة أبين، التي تتخذها مليشيا الإخوان الإرهابية منصة للعدوان على الجنوب، وأمهلوا عناصر الشرعية أسبوعًا لسحب قواتها.
ووجّه وجهاء وشيوخ سقطرى صفعة مدوية لجماعة الإخوان الإرهابية وذلك خلال اجتماعهم الذي عقد بمدينة حديبو، ورحبوا بقرار المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان الإدارة الذاتية للجنوب، وأشادوا بتدخل التحالف العربي في إيقاف أي توتر عسكري لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، وطالبوا بعودة رحلات الطيران (رويال جيت) إلى سقطرى لتسهيل نقل المرضى والمساعدات الطبية.
واستهجن شيوخ الأرخبيل، لقاء المحافظ الإخواني رمزي محروس، عددا من قيادات حزب الإصلاح - الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي - تحت مسمى شيوخ قبائل محافظة سقطرى، مؤكدين أن تحركاته للاستهلاك الإعلامي.
ودعا وجهاء سقطرى، التحالف والقوات الجنوبية إلى تشديد الرقابة على سواحل الأرخبيل للقبض على أي عملية ترمي إلى تهريب السلاح للجزيرة، منعا لتفاقم ظاهرة الإرهاب في المنطقة.
وخرج سكان مركزي عمدهن وشوعب بمديرية قلنسية وعبدالكوري بمحافظة أرخبيل سقطرى، في فعالية شعبية، أمس الأحد، لتأييد الإدارة الذاتية للجنوب، وقدم المشاركون في الفعالية، الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على دعم أبناء المحافظة، وشددوا على أن إعلان الإدارة الذاتية للجنوب خطوة أساسية ومفصلية في محافظات الجنوب.
ومن جانبه توقع الناشط السياسي علي الأسلمي، اليوم الإثنين، انتفاضة جنوبية مسلحة قادمة، مؤكدا أن العدو لن يستطيع مواجهتها أو إخمادها، وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "خلال أسبوعين، قبائل أبين تمهل العدو وتتوعد، قبائل شبوة تمهل العدو وتتوعد، قبائل حضرموت تمهل العدو وتتوعد".
وأضاف: "كل المؤشرات تدل على أن الجنوب قادم على انتفاضة مسلحة يصعب على العدو مواجهتها أو إخمادها، اختصروا الطريق على أنفسكم واتركوا الجنوب لأهله زمن الوصاية الصنعانية انتهى ولن يعود".