شهداء الجنوب والحرب الإخوانية الغاشمة.. تضحيات لن تذهب سدى
في الوقت الذي يبذل فيه الجنوب جهودًا مضنية سبيل تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط، ومع شهداء الوطن الذين يرتقون جرّاء تضحياتهم الملهمة، فإنّ حق الشعب لا يمكن أن يضيع أبدًا.
الأيام الماضية كانت شاهدةً على ارتقاء شهيد جنوبي من جرّاء الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب، والذي تفاقمت حدته مؤخرًا، وهو الشهيد نبيل حسن القعيطي، الذي كان سلاحه كاميرا وذخيرته قلم، واجه بهما الإرهاب الإخواني ضد الجنوب وشعبه.
واستشهد القعيطي على يد عناصر مسلحة تابعة لحكومة الشرعية، في العاصمة عدن، وقد حاول الأهالي إسعاف الضحية، بنقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود، إلا أنه فارق الحياة.
وفيما تحاول المليشيات الإخوانية ذبح الجنوب نفسيًّا عبر اغتيال أبطاله ورجاله ونشطائه، فإنّ دماء شهداء تزيد الجنوب عزيمةً وصلابةً في مواجهة الإرهاب الإخواني - المزروع عمدًا - في الجنوب.
ويؤكّد الإعلامي صلاح بن لغبر أنّ الجنوب لن ينسى دماء الشهداء، مشدّدًا على استمرارية ملاحقة قتلة المصور والناشط الشهيد نبيل القعيطي.
وقال بن لغبر في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مهما فعلت عصابات الإخوان وأولاد هادي وأمراء الفساد وتحت أي ضجة مفتعلة لن ننسى دم الشهيد نبيل القعيطي وسنظل نلاحقهم حتى يدفعوا الثمن".
وأضاف :"كما لم ننس دماء أبواليمامة والجنيدي وأحمد الدويش ووضاح البدوي وبركان والحبشي والعامري وووو أكثر من 50 ألف شهيد جنوبي".
في الوقت الذي تعدّدت فيه الجرائم التي ارتكبتها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي ضد الجنوب، فإنّ أصبح لزامًا العمل على توثيق هذه الجرائم والتحرُّك من أجل مقاضاة المتورطين فيها.
وفيما شهدت الفترة الماضية استعارًا في الهجمات والاعتداءات التي شنتها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، تولي القيادة السياسية الجنوبية اهتمامًا كبيرًا بالتحرُّك في مواجهة هذه الاعتداءات.
وجذبت محافظة أبين مؤخرًا، بعدما شنّت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية اعتداءً مروعًا، ضمن سلسلة خروقاتها لبنود اتفاق الرياض.
وإدراكًا لأهمية التحرك من أجل مقاضاة قادة الشرعية المتورطين في جرائم ضد الجنوب وشعبه، فقد كشف الأكاديمي الجنوبي رئيس جامعة "أم القيوين" الإماراتية الدكتور جلال حاتم، في نهاية أبريل الماضي، عن تحركات قانونية لمقاضاة قيادات الشرعية.
وقال "حاتم" في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "رجال القانون في الجنوب بل وفي عدد من البلدان الشقيقة والصديقة يشرعون في رفع الدعاوى القضائية ضد "الشرعية" للجرائم التي اقترفتها ضد الجنوب وأهله والتي ترتقي بعضها إلى جرائم حرب.. نعم لمحاكمة ما تسمى بـ الشرعية".
وعلى مدار الأشهر الماضية، استعرت المؤامرة الإخوانية التي تنفذها هذه المليشيات التابعة للشرعية ضد الجنوب، في محاولة لتهديد أمنه وزعزعة استقراره، على النحو الذي يفضح كم كراهية الشرعية للجنوب وشعبه.
وفيما تعمل القوات الجنوبية على حماية أرضها ومواطنيها، فإنّ القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوبيين، حفظًا لحقوق المواطنين من انتهاكات تطالهم، لن تسقط بالتقادم.
حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.
وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.