استثمارات الإخوان في تركيا.. تجارُ حربٍ يتربحون من أوجاع الناس
لا تتوقّف الوقائع التي تفضح العلاقات الآخذة في التمدُّد بين القيادات الإخوانية البارزة في حكومة الشرعية، ودولة تركيا، على النحو الذي يفضح خبث نوايا هذا الفصيل.
أحدث هذه الدلائل كشفته مصادر مطلعة بشأن شراء القيادي الإخواني البارز أمين العكيمي محافظ الجوف، مولًا تجاريًّا في مدينة إسطنبول التركية.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ حميد أمين العكيمي نجل محافظ الجوف، هو من اشترى المول التجاري، مؤكدة أن قيمة الصفقة بلغت 18 مليون دولار.
وأضافت أنّ العكيمي يجني شهريًّا أموالًا طائلة من الألوية العسكرية الوهمية التي يقودها مع أبنائه في محافظة الجوف، التي سقطت أخيرا بيد مليشيا الحوثي.
وأشارت إلى أنّ العكيمي يملك مع عدد من قيادات حزب الإصلاح (الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي) سلسلة من العقارات في تركيا وماليزيا.
تحمل هذه الواقعة العديد من الدلالات، لعل أبرزها العلاقات التي تجمع بين حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا والنظام التركي الذي يقدِّم دعمًا خبيثًا لمليشيا حزب الإصلاح.
تركيا شهدت هجرة واسعة لرؤوس الأموال من قيادات وشخصيات سياسية وعسكرية محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني.
وعلى مدار السنوات الماضية، فرّت القيادات الإخوانية بمليارات الدولارات جمعت بعضها من اتجارها من الحرب اليمنية الراهنة، ولجأت إلى تركيا لإعادة استثمارها.
ونشطت قيادات جماعات الإخوان عملياتها الاستثمارية في تركيا من خلال العقارات وشركات الأسماك والاستيراد والتصدير والملابس والمطاعم.
وبحسب البيانات الرسمية التركية، شهد عام2017 تأسيس 44 شركة برأسمال يمني، و79 شركة في 2018، وفي الأشهر السبع الأولى من 2019 بلغ عددها 41 شركة، ليؤسس إخوان اليمن 164 شركة في تركيا خلال آخر عامين ونصف العام.
وارتفع عدد المنازل التي اشتراها إخوان اليمن في تركيا بنسبة 536% خلال الشهور التسعة الأولى من 2019، مقارنة مع ذات الفترة من 2015، ليصل عدد المنازل التي اشتروها في تركيا إلى 1082 منزلاً في الفترة بين يناير- سبتمبر 2019، مقابل 170 منزلًا فقط في الفترة المقابلة من 2015.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الاستثمارات الإخوانية انتعاشًا كبيرًا في تركيا وغيرها من الدول التي لجأوا إليها، تتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين مع طول أمد الحرب في وقتٍ دخلت جماعة الإخوان في هدنة مفضوحة مع المليشيات الحوثية لتهدئة جبهات القتال خدمة لأجندة إقليمية وبرعاية قطرية تركية.
في الوقت نفسه، تواصل دولة تركيا لعب دورها المشبوه المتداخل في الملف اليمني، مستخدمةً في ذلك التآمر الذي تمارسه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
وفي كشفٍ للمؤامرة المفضوحة التي تمارسها دولة تركيا، فقد وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، معلومات عن بدء المخابرات التركية حشد مقاتلي الفصائل الموالية لها في سوريا للقتال إلى جانب حكومة الشرعية.
وأكد المرصد أنّ المخابرات التركية طلبت من الفصائل الموالية لها تحضير مقاتلين بغية إرسالهم إلى اليمن للقتال مقابل مبالغ مالية ضخمة.
حكومة الشرعية تقوم بإفساح المجال أمام النظام التركي من أجل التداخل في الشأن اليمني، على النحو الذي يعزِّز من النفوذ الإخواني الإرهابي.
وكثّفت تركيا من جهودها لإيجاد منفذ للتدخّل في اليمن، وقد اعتمدت على ورقة تنظيم الإخوان الإرهابي، لا يمنحها سوى تدخل محدود في اليمن، بالنظر إلى محدودية التأييد الشعبي للتنظيم الإرهابي.
وبحسب صحيفة العرب، فهناك أطراف قوية على الأرض نجحت في سدّ المنافذ أمام تركيا، على رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدة أنه مستعد لمنع سقوط الجنوب تحت سيطرة مليشيا الإخوان التابعة لحزب الإصلاح.
وأمام صعوبة النفاذ إلى الساحة اليمنية، لجأت أنقرة إلى تكثيف حملاتها الإعلامية ضد التحالف العربي والقوى المضادّة لتنظيم الإخوان بالتوازي مع محاولة الوصول إلى المجتمعات المحلية باللعب على أوضاعها الإنسانية.
وحاول النظام التركي تعزيز جهوده للتواجد السياسي والإعلامي والاستخباراتي في اليمن، استعدادا للتحولات الطارئة، كما اعتمدت أنقرة على شخصيات إخوانية على رأسها وزيرا الداخلية والنقل أحمد الميسري وصالح الجبواني، لتنفيذ أهدافها في اليمن
في مقابل ذلك، يمكن القول إنّ الجنوب وقف حلقة صعبة المنال أمام مؤامرة حكومة الشرعية التي عمدت إلى غزو أراضيه بالأجندة القطرية التركية.
ففي الوقت الذي تحصل فيه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، على دعمٍ هائل من قِبل التحالف العربي منذ عدة سنوات، إلا أنّ ردّت على ذلك بتكثيف تنسيقها مع دولتي قطر وتركيا.
ويمكن استقراء هذا التنسيق من التصريحات القادمة من الدوحة وأنقرة، وكيف تتناغم مع التحركات المريبة للمليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب
وفيما يستعر هذا التنسيق، فإنّ مقاومة الجنوبيين لهذا المشروع الخبيث ينسف مؤامرة الأشرار، وتجلّى ذلك فيما يحدث في محافظة أبين مؤخرًا، والتي أشعلتها المليشيات الإخوانية بهجمات غادرة، لم تخلُ من التنسيق الكامل مع قطر وتركيا من أجل تعزيز الهيمنة الإخوانية في الجنوب ونهب مقدراته، ومنح الدولتين الراعيتين لإرهاب الإخوان موطئ قدم يعادي الجنوب والتحالف العربي.