الاقتتال الإخواني على الجبايات.. مليشياتٌ تسير على خطى الحوثيين

الأربعاء 10 يونيو 2020 02:52:00
testus -US

على غرار المليشيات الحوثية، فإنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية كثيرًا ما ضربتها خلافات حادة من الداخل، بسبب التصارع على أموال الجبايات.

ووقعت اشتباكات مسلحة بين أفراد مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، منذ قليل، في سوق قات النشمة، بمديرية المعافر، في محافظة تعز.

وقالت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إن الاشتباكات في سوق القات اندلعت بين أفراد يتبعون قوات الأمن الخاصة الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، وأفراد اللواء 35 مدرع.

وأرجعت الاشتباكات إلى خلافات على تحصيل الجبايات من تجار القات، مشيرة إلى عدم تسجيل أي إصابة في الاشتباكات.

الواقعة برهنت على سير كامل من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية على خطى الحوثيين، سواء من خلال فرض الإتاوات على المدنيين أو التصارع فيما بين عناصرها بعد خلافات على جني هذه الأموال.

ففي إحدى الوقائع التي برهنت على ذلك، رصد "المشهد العربي" فرض المليشيات الإخوانية إتاوات على المحال التجارية في مدينة عتق بمحافظة شبوة، لاستنزاف المجتمع المحلي في المدينة، لصالح إثراء قياداتها.

ووجه تجار مدينة عتق، بحسب مصدر محلي، نداء استغاثة، يشكون فرض مليشيا الإخوان الإرهابية إتاوات تتراوح بين ألفين و20 ألف ريال شهريا.

وأكد التجار تلقيهم تهديدات من مليشيا الإخوان بإغلاق المحل في حالة التأخر عن سداد الإتاوت المفروضة على أصحاب ومستأجري المحال التجارية.

وبحسب المصادر في محافظة شبوة، تجمع مليشيا الإخوان الإتاوات بدعوى رسوم صندوق النظافة والتحسين، ونفت توريد تلك المبالغ إلى إدارة الصندوق.

وانتقدت المصادر نهب المواطنين باسم القانون، في ظل تكدس النفايات بالشوارع، التي أصبحت بيئة خصبة لانتشار البعوض والأوبئة.

وقال تجار في عتق إنهم يدفعون رسوم النظافة من خلال فواتير المياه والكهرباء شهريًّا.

في الوقت نفسه، فإنّ فرض هذه الأموال على المدنيين عبر القوة الغاشمة دائمًا ما يثير خلافات تصل إلى حد الاقتتال بين عناصر المليشيات الإخوانية، في حوادث تحاكي كثيرًا ما يحدث بين عناصر المليشيات الحوثية في هذا الصدد.

حوثيًّا، تصاعد الصراع بين قيادات رفيعة في مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على أموال مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية، التي غيّرت المليشيات اسمها إلى مؤسسة الشعب للتنمية الاجتماعية، عقب الاستيلاء عليها إثر مقتل علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ رئيس المؤسسة المعين من المليشيات الحوثية أحمد محمد الكبسي، المدعوم من القيادي مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، دخل في صراع كبير مع القيادي الحوثي عبدالمحسن الطاووس، رئيس ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق المساعدات والقيادي النافذ أحمد حامد (أبو محفوظ)، المعين من المليشيات رئيسًا لمكتب ما تسمى بـ"رئاسة الجمهورية" في صنعاء.

وأوضحت المصادر أنّ القيادي الحوثي المعين على رأس مؤسسة الصالح – الشعب التسمية الحوثية لها – رفض تدخلات الطاووس في عمل المؤسسة وضمها إلى مجلسه، ما دفع الطاووس إلى إيقاف برامج المؤسسة.

وأشارت إلى أن الطاووس يريد الاستيلاء على الحسابات الخاصة بالمؤسسة وأصولها العقارية الكبيرة، إلا أن الكبسي المدعوم من المشاط رفض ذلك.

وكشفت المصادر عن حيازة مؤسسة الصالح التي استولى عليها الحوثيون أرصدة بنكية كبيرة وعقارات واستثمارات خاصة بها، كانت تخصص ريعها لتنفيذ برامج إغاثية وتنموية، وأشارت إلى أنه بعد استيلاء مليشيا الحوثي عليها، حاولوا استمرار عمل المؤسسة كما كانت بعد تغيير اسمها إلى "مؤسسة الشعب"، مع تغيير برامجها الإنسانية لصالحهم، غير أن قيادات المليشيا تكالبت على أموال المؤسسة وبدأت في التصارع عليها.

تكشف مثل هذه الوقائع عن التشابه الكبير الذي يجمع بين المليشيات الحوثية وكذا الإخوانية، وعملها على نهب الأموال وتحصيلها عنوةً من المواطنين، بالإضافة إلى الاقتتال الذي يجمع بين عناصر هذه المليشيات من أجل نهب هذه الأموال.