ضربات صنعاء.. التحالف يقطع يد الحوثي وإيران

الخميس 11 يونيو 2020 02:44:00
testus -US

ردًا على التهديد المتواصل للأمن القومي العربي كاملًا، وبعدما استعرت الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية الموالية لإيران ضد التحالف العربي وتحديدًا ضد المملكة العربية السعودية، فإنّ التحالف أولى كثيرًا من الاهتمام نحو القضاء على الإمكانيات التسليحية للمليشيات.

ففي ضربات مركزة، استهدفت مقاتلات التحالف العربي فجر اليوم الأربعاء، معملًا محصنًا لتجهيز الطائرات المسيرة المُفخخة في معسكر القوات الخاصة غربي صنعاء.

وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن طائرات التحالف قصفت المعمل الموجود في معسكر القوات الخاصة بمنطقة الصباحة.

هذا العمل العسكري شديد الأهمية يعبر عن إستراتيجية حاسمة من قِبل التحالف العربي فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات، والحديث عن ضرورة تنفيذ ضربات نوعية تستهدف تفكيك القوة التسليحية للمليشيات الحوثية.

وفي هذه المواجهة، لن يكون التحالف العربي في مواجهة أمام المليشيات الإرهابية وحسب، لكنّه يعمل في هذا الإطار على مواجهة التسليح الذي تقدّمه إيران للحوثيين، وهو الدعم الذي مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.

فيما دأبت إيران على نفي تزويد الحوثيين بالأسلحة، إلا أنّ الأمم المتحدة وأمريكا والسعودية ودولًا أخرى تتهم طهران بدعم الحوثيين بالأسلحة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.

ويُمثّل الدعم الإيراني للحوثيين أحد أهم الأسباب التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الأمد الراهن، وهو ما كبّد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة.

وفي وقتٍ سابق، أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء، وقد اعترفت إيران بسفير الحوثيين لديها الصيف الماضي.

وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.

وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.

وشدد على أنّه يجب على الولايات المتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصة حيث يتواجد تنظيما القاعدة وداعش، لأن هذه التنظيمات تتقوى في ظل تلك النزاعات.

إقدام المليشيات الحوثية على مثل هذه الجرائم لم يكن ليحدث من دون حصول هذا الفصيل الإرهابي على دعمٍ واسع من إيران على مدار السنوات الماضية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجّه - في كلمة مصورة - الشكر للدولة التي حافظت على بقاء مليشياته طيلة هذه السنوات، والحديث هنا عن إيران التي حظيت بإشادة خاصة من زعيم المليشيات ووصف موقفها بـ"أوضح وأصدق موقف".

وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت المليشيات الحوثية بصنوفٍ عديدة من الدعم العسكري من قِبل إيران، على النحو الذي أطال من عمر هذا الفصيل الإرهابي.

وكانت إيران قد حاولت إخفاء دعمها المسلح للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، خرجت طهران بتصريح غير معتاد، كشفت فيه عن دعمها لهذا الفصيل الإرهابي، وقد كان ذلك في فبراير الماضي.

ففي أول مرة تكشف فيها إيران عن مدى قدرة وجودها الفعلي في اليمن منذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات، أكّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أنّ طهران تمكَّنت من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين واليمن عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في إطار مساعيها لتصدير الثورة الإيرانية.