الألغام تهدِّد الأرواح.. موتٌ حوثي فظيع يتوارى تحت الرماد
تواصل الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، في تهديد الأرواح على النحو الذي يكشف النقاب عن حجم إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران.
ففي محافظة تعز، أُصِيب طفل في منطقة الكدحة، إثر انفجار لغم أرضي، زرعته مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، أثناء رعيه الأغنام.
مصادر محلية قالت إنّ انفجار اللغم أدى إلى بتر ساق الطفل الضحية سعيد عبدالقادر العفيري (13 عاما)، وإصابته بشظايا وجروح متفرقة في جسده.
في شأنٍ متصل، فكّكت فرق القوات المشتركة الهندسية، اليوم الخميس، عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي، بالطريق الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة، في محافظة الحديدة.
وتسللت عناصر المليشيات المدعومة من إيران، بحسب مصدر عسكري ميداني، إلى الطريق الواصل بين التحيتا والخوخة، وزرعت عبوة ناسفة في الطريق.
ونجحت فرقة هندسية بالقوات المشتركة، في العثور على العبوة الناسفة وأبطلت مفعولها.
وأسفرت الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها مليشيات الحوثي الإرهابية، في الطرق والمناطق السكنية عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين.
وتُمثّل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.
وزرعت مليشيات الحوثي معظم مناطق ومديريات الساحل الغربي، قبل انسحابها منها، بالألغام والعبوات الناسفة والقذائف مختلفة الأحجام والأنواع بشكل كبير.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.