تعرف على خريطة تسلل فيروس كورونا المستجد للرئة

الأحد 14 يونيو 2020 02:01:39
testus -US

تسابقت الأبحاث والدراسات التي كشفت تسلل عدو البشرية نحو الجسم، حيث تظهر أعراض الإصابة بفيروس كوفيد-19 في غالبية الحالات في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، قبل أن تظهر لاحقاَ في الجزء السفلي منه، ما طرح تساؤلات أمام الخبراء حول المسار الذي يتخذه الفيروس للتسلل إلى الجسم، هل يستخدم أنسجة الحلق أم الغشاء المخاطي في الأنف كمدخل للجسم؟

هذا السؤال كان محور دراسة لفريق من العلماء من جامعات مختلفة بولاية نورث كارولينا الأمريكية، ونجح الفريق العلمي في تتبع مسار دخول فيروس كورونا إلى الجسم، إذ وجدوا أنه يصيب خلايا الغشاء المخاطي في الأنف أولاً، ومن هناك يشق طريقه إلى الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، كما ينقل موقع "ديرستاندرد" الألماني.

وكانت الدلائل الحالية لمراقبة انتقال المرض تشير إلى أن طرق الانتشار الأكثر شيوعاً لكوفيد-19 تكون عن طريق قطيرات الرذاذ وخاصة عندما يسعل الناس وتنتقل العدوى من خلال دخول القطيرات إلى العينين أو الأنف أو الفم، إما مباشرة أو عن طريق الأسطح الملوثة.

ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "سيل" العلمية المتخصصة، فقد استخدم الباحثون طريقتين للتحقق من مسار العدوى، الأولى اعتماداً على البيانات الوراثية الموجودة في فيروس سارس-كوفيد-2 مصنّع، الذي يتوهج باللون الأخضر عند تسليط أشعة الفلورينست عليه. أما الطريقة الثانية التي استخدمها الفريق العلمي فكانت على قدر كبير من الحساسية لتحديد كمية مستقبلات الدخول المسماة في المصطلح العلمي ACE2.

وباستخدام كلتا الطريقتين قام الباحثون بفحص أنواع مختلفة من الخلايا البشرية من الغشاء المخاطي للأنف والبلعوم والقصبات الهوائية. ووجد هؤلاء أن كمية "مستقبلات الدخول" ACE2 انخفضت على طول الطريق من أعلى إلى المسالك الهوائية السفلية وأن الفيروس كان قادراً أيضاً على إصابة الشعب الهوائية العلوية بشكل أكبر. ومن المثير للاهتمام هنا أن خلايا الأهداب في المسالك الهوائية العلوية والغشاء المخاطي القصبي تأثرت بشكل خاص بالعدوى بالفيروس.

ودفع المعدل العالي نسبياً للعدوى في الغشاء المخاطي للأنف الباحثين إلى استنتاج مفاده أن الفيروس يؤثر أولاً على خلايا تجويف الأنف ومن هناك يصل إلى مناطق أعمق بالرئتين عبر سوائل الجسم.