موسم تجنيد الحوثي للأطفال يطال الكبار أيضًا

الاثنين 15 يونيو 2020 01:04:00
testus -US

مع بداية الإجازة الصيفية يبدأ موسم تجنيد الأطفال في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي بشكل عام، وذلك من خلال مراكز التدريب الصيفية التي تكون وقودًا للزج بالأطفال الجدد كل عام إلى مختلف الجبهات، غير أن تدهور أوضاع الحوثي المالية وعدم قدرة المليشيات الإرهابية على دفع أموال المرتزقة جعلها أيضا تستهدف الكبار بعد أن أطلقت حملة تحت مسمى "حشد القطاعات الوظيفية" من أجل الزج بآلاف الموظفين المدنيين إلى جبهات القتال.

رغم أن جائحة كورونا وخشية الأسر على أبنائها حالت دون إرسال هؤلاء إلى ما تسمى المراكز الصيفية وهي المدارس والمساجد التي تحولها المليشيات إلى مراكز للتعبئة الطائفية والعسكرية؛ فإن المليشيا أعلنت تخصيص برامج المحطات التلفزيونية والإذاعية المحلية للمرحلة الأولى المتعلقة بالتعبئة الفكرية الطائفية، على أن تنتقل في منتصف الإجازة الصيفية إلى المرحلة الثانية بعد اختيار من يجتازون الدورات الطائفية بنجاح.

ووفق مصادر تربوية في صنعاء وصعدة فإن مجاميع من طلاب المدارس الابتدائية تم إلحاقهم بدورات تأهيل طائفية في مساجد المحافظتين رغم تفشي فيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، وأن ما تسمى بالمناطق والأحياء المغلقة على المليشيا في صنعاء وذمار وصعدة وأجزاء من عمران وحجة استنادا إلى التواجد الكبير للعناصر السلالية فيها واصلت التدريب السنوي تحت مسمى المخيمات الصيفية في المساجد والمدارس دون اعتبار لجائحة كورونا وتولت قيادات محلية ومشرفون حوثيون مهمة الإشراف على هذه المخيمات.

يتلقى الطلاب خلال الفترة الأولى من الصباح الدروس المذهبية الطائفية التي تحث على القتال وتمجد القتلى ثم يؤخذ الطلاب لزيارة مقابر قتلى المليشيا ويعمل المشرفون على "تعبئة الطلاب" وغالبيتهم من الصفوف الثاني حتى السابع بخرافات عن المعجزات لهؤلاء القتلى وأنهم يعيشون الآن في قصور داخل الجنة وفق المصادر، التي قالت إن أولياء أمور بعض الطلبة تحدثوا عن الدروس وخاصة في المرحلة الثانية من التأهيل، إذ تشمل عروضا للتدريب على فنون القتال أعدها الإعلام الحربي لمليشيات حزب الله اللبناني، إضافة إلى تسجيلات لقيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية لقيت مصرعها في جبهات القتال مع القوات الحكومية.

وفي المقابل فإن يحيى الحوثي المعين من قبل المليشيات وزيرا للتربية في الحكومة غير المعترف بها دوليًا، (وهو شقيق زعيم جماعة الحوثيين) يجبر مديري المكاتب والمؤسسات التعليمية بحشد الموظفين لجبهات القتال في الجوف وصرواح.

وقالت مصادر محلية إن نقابة المعلمين تلقت بلاغات وشكاوى تؤكد استدعاء مديري مكاتب التربية في المحافظات لمديري المدارس ومسؤولي الأقسام والمعلمين وإجبارهم على المشاركة في حملة "حشد القطاعات الوظيفية".

وأضاف المصدر ذاته أن عشرات من قيادات العمل التربوي في محافظة ريمة  قتلوا، مضيفا أن "هذه أولى نتائج حملة التجنيد تلك التي بدأت من محافظة ريمة، حيث قام مدير مكتب التربية في المحافظة حميد التوعري باستدعاء عشرات المسؤولين التربويين والمعلمين وتوجه برفقتهم إلى جبهات"الجوف (شمال شرق) قبل عدة أسابيع".