الشرعية تُلقي بجميع أوراقها في شبوة لإنقاذ مشروع الإخوان
رأي المشهد العربي
ضاعفت مليشيات الشرعية من جرائمها الإرهابية في محافظة شبوة خلال الأيام الماضية، بعد أن ذهبت إلى قصف منازل المدنيين وارتكاب جملة من الاغتيالات السياسية بحق أبناء المحافظة، وتزايد وتيرة الاعتقالات بحق المدنيين، ونهاية بتحويل أحد المدارس إلى معسكر لتجنيد المرتزقة، على وقع وصول الإمدادات المالية القطرية التي نقلها المدعو الجبواني بالتنسيق مع المحافظ الإخواني محمد بن عديو.
يبدو واضحًا أن الشرعية تلقي بجميع أوراقها في شبوة، لأن تكثيف الانتهاكات بحق المدنيين يبرهن على أنها أضحت غير قادرة على المواجهة العسكرية مع القوات المسلحة الجنوبية، وأن مليشياتها لن يكون بإمكانها التقدم باتجاه مدينة زنجبار بمحافظة أبين بعد أن لقنها أبناء الجنوب شر هزيمة، وكذلك فإن الوصول إلى العاصمة عدن الذي يعدّ هدفها الأساسي وهدف مشروع الإخوان أيضًا أصبح ضربًا من الخيال.
ليس هناك ما تخسره الشرعية أكثر مما تعرضت له في الجنوب خلال الشهر الماضي، وهو ما يجعلها أكثر عنفًا بحق المدنيين الذين أضحوا يهددون وجودها في المحافظة مع توالي التهديدات باندلاع مقاومة شعبية مسلحة ضد مليشيات الإخوان بقيادة شيوخ القبائل الذين أدركوا أنه لا مكان لوجود عناصر إرهابية وسط الأبرياء والمدنيين بالمحافظة، وبالتالي فإن إنقاذ مشروع الإخوان سيكون من خلال تقديم ملايين الدولارات من قطر إلى أمراء الحرب التابعين للشرعية.
تدرك الشرعية جيدًا ومن خلفها قطر وتركيا أن فقدانها محافظة شبوة التي تتواجد فيها بالإضافة إلى خسارة مواقعها في محافظات الشمال باستثناء بعض التواجد في تعز ومأرب يعجل بنهاية مشروع الإخوان الذي تقوده مليشيات الإصلاح المهيمنة على الحكومة، لأنه لن تكون هناك مساحات جيوسياسية من الممكن أن تشكل ثقلًا لهذا المشروع في المستقبل سواء كان ذلك من خلال مفاوضات السلام التي قد يحين وقتها طال الزمان أو قصر، بما يهدد أيضًا فقدان تنظيم الإخوان الثقل الذي يتمتع به في حكومة الشرعية.
الدفع بجميع الأوراق في شبوة يعد بمثابة خطة إستراتيجية اعتاد عليها أردوغان الراعي الأول للتنظيمات الإرهابية في عدد من البلدان الأخرى التي تدخل بها، وأن هذا المحور لديه قناعة بأن دعم مليشيات طرابلس من الممكن أن يتكرر مع الشرعية المترهلة في اليمن، لكن الواقع السياسي والعسكري على أرض الواقع يثبت أن تصعيد مليشيات الإخوان على مستويات مختلفة في الوقت الحالي ما هو إلا بمثابة حبال تخنق الشرعية بها نفسها.
ويرجع ذلك لأن الشرعية تفقد البيئة المؤيدة لوجودها في شبوة، لأن هناك رفضا شعبيا واسعا لوجودها الحالي، كما أن تصعيد العمليات الإرهابية بحق المواطنين سيؤدي إلى عنف مضاد من أبناء المحافظة والقبائل ما يزيد من حدة الرفض الشعبي لها وفي النهاية ستجد نفسها في حالة استنفار دائم يجعلها غير قادرة على التواجد بقدر من الراحة، بجانب أن الشرعية محاطة بجملة من الأزمات والمواقف المعقدة التي تجعلها غير قادرة للانحياز بشكل كامل إلى أنقرة وقطر أو إلى التحالف العربي وهو ما سيجعلها أمام عديد من الخسائر الفترة المقبلة.