المشتركة تفكّك ألغام الحوثي.. جهود ما قبل القتل الفظيع
تواصل القوات المشتركة، جهودها الحثيثة في تفكيك الألغام التي توسّعت المليشيات الحوثية في زراعتها على صعيد واسع، بما أصبح يُشكِّل تهديدًا لا نظير له.
ونجحت الفرق الهندسية بالقوات المشتركة في تفكيك رأسين صاروخيين وعشرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في منطقة القضبة الساحلية التابعة لمديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة.
وأكّد مصدر ميداني العثور على رأسين صاروخيين بحريين وعشرات الألغام والعبوات مختلفة الأشكال والأحجام، أثناء قيام الفرق الهندسية بعمليات مسح شامل للمنطقة الساحلية، حيث قاموا بإبطالها وتفكيكها على الفور.
وعثرت الفرق الهندسية في وقت سابق على رأس صاروخي يزن 500 كيلو جرام، زرعته مليشيات الحوثي في مزرعة مواطن بأطراف مدينة المخا، وقبلها تم إبطال وتفكيك ألغام وعبوات ناسفة في مناطق عدة بالساحل الغربي وتدميرها.
وتُمثّل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.
وزرعت مليشيا الحوثي معظم مناطق ومديريات الساحل الغربي، قبل انسحابها منها، بالألغام والعبوات الناسفة والقذائف مختلفة الأحجام والأنواع بشكل كبير.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.