جرائم الحوثي وصرخة المعلمين.. هل يسمعها العالم ويراها؟

الأربعاء 17 يونيو 2020 13:09:30
testus -US

في الوقت الذي توالت فيه الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضدهم، ارتفع صوت المعلمين عاليًّا في محاولة لإيجاد سبيلٍ إلى محاسبة هذا الفصيل الإرهابي على جرائمه التي لا تنتهي.

وفي هذه الآونة، تسود حالة غضب بين المعلمين بسبب حملة التجنيد الإجباري التي تنفذها مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في صفوف المعلمين والتربويين وموظفي مكاتب التربية والتعليم في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وقدّمت نقابة المعلمين، شكوى للجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي، وفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة وملموسة لردع المليشيا عن مواصلة انتهاك المواثيق الدولية.

وأفادت مصادر محلية بأنّ المليشيات الحوثية تسببت في مصرع وإصابة العشرات من المعلمين والتربويين بعد أن جندتهم المليشيا إجباريا في محافظة ريمة، وزجت بهم في جبهات القتال بمحافظة الجوف.

وأكّدت المصادر أنّ هذه الجرائم مؤشر مروع لما وصلت إليه حالة حقوق الإنسان والحريات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، وأن استمرارها يشكل خطورة على أرواح وحياة اليمنيين في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.

وسبق أن أعلنت المليشيات الحوثية تخصيص برامج المحطات التلفزيونية والإذاعية المحلية للمرحلة الأولى المتعلقة بالتعبئة الفكرية الطائفية، على أن تنتقل في منتصف الإجازة الصيفية إلى المرحلة الثانية بعد اختيار من يجتازون الدورات الطائفية بنجاح.

ووفق مصادر تربوية في صنعاء وصعدة فإن مجاميع من طلاب المدارس الابتدائية تم إلحاقهم بدورات تأهيل طائفية في مساجد المحافظتين رغم تفشي فيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، وأن ما تسمى بالمناطق والأحياء المغلقة على المليشيا في صنعاء وذمار وصعدة وأجزاء من عمران وحجة استنادا إلى التواجد الكبير للعناصر السلالية فيها واصلت التدريب السنوي تحت مسمى المخيمات الصيفية في المساجد والمدارس دون اعتبار لجائحة كورونا وتولت قيادات محلية ومشرفون حوثيون مهمة الإشراف على هذه المخيمات.

يتلقى الطلاب خلال الفترة الأولى من الصباح الدروس المذهبية الطائفية التي تحث على القتال وتمجد القتلى ثم يؤخذ الطلاب لزيارة مقابر قتلى المليشيا ويعمل المشرفون على "تعبئة الطلاب" وغالبيتهم من الصفوف الثاني حتى السابع بخرافات عن المعجزات لهؤلاء القتلى وأنهم يعيشون الآن في قصور داخل الجنة وفق المصادر، التي قالت إن أولياء أمور بعض الطلبة تحدثوا عن الدروس وخاصة في المرحلة الثانية من التأهيل، إذ تشمل عروضا للتدريب على فنون القتال أعدها الإعلام الحربي لمليشيات حزب الله اللبناني، إضافة إلى تسجيلات لقيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية لقيت مصرعها في جبهات القتال مع القوات الحكومية.

وفي المقابل، فإنَّ يحيى الحوثي المعين من قبل المليشيات وزيرا للتربية في الحكومة غير المعترف بها دوليًا، (وهو شقيق زعيم جماعة الحوثيين) يجبر مديري المكاتب والمؤسسات التعليمية بحشد الموظفين لجبهات القتال في الجوف وصرواح.

إجمالًا، دفع التعليم ثمنًا باهظًا سواء بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وهو ما يحمل آثارًا شديدة الخطورة على المستقبل.

ومنذ أنّ أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية، عملت المليشيات على تحويل المدارس إلى ساحات للتطييف، والتجنيد، وحشد المقاتلين من المراهقين وصغار السن.

وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.

وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.

وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.