الحوثي واستهداف المدنيين..لماذا دأبت المليشيات على الاعتداءات؟
على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي الكثير من الجرائم والاعتداءات على السكان، من أجل فرض مزيدٍ من الهيمنة الغاشمة على المناطق الخاضعة لها.
ففي أحدث جرائمها، قصفت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، قرى ومزارع السكان في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
مصادر محلية أكّدت أنّ مليشيا الحوثي قصفت بقذائف الهاون عيار 82 القرى السكنية ومزارع المواطنين في الجبلية، في الوقت الذي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 12,7 على المارة في الطرق.
وأضافت المصادر أن القصف كان هستيريا، وخلّف حالة من الرعب والهلع في صفوف المدنيين العزل، وأدى إلى تعطيل أعمال المزارعين في الحقول.
وتتعرض الأحياء والقرى السكنية في مختلف مديريات ومناطق الحديدة لعمليات قصف واستهداف من مليشيا الحوثي بشكل يومي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة دون تدخل من المجتمع الدولي يضع حدا لجرائم المليشيات بحق المدنيين.
وارتكبت مليشيات الحوثي، في أوقات سابقة، مجازر بشعة بحق السكان الأبرياء، مخلفة شهداء وجرحى من النساء والأطفال والرجال، في ظل صمت وتخاذل أممي ودولي .
وكثيرًا ما تبرهن المليشيات الحوثية على وجهها الإرهابي الغاشم عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات، تجلّت في تعامل المليشيات مع الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي خلال الأسابيع الماضية.
وتخطّت الانتهاكات التي ارتكبها المليشيات الحوثية للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف 4000 خرق، في جرائم كبّدت المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وعلى مدار السنوات الماضية، كثَّفت المليشيات الحوثية من جرائمها التي تستهدف المدنيين من أجل إطالة أمد الحرب عبر تكبيدهم مزيدًا من الأعباء، وكذلك العمل على ترهيبهم بما يضمن وأد أي حركة معارضة قد تندلع ضد المليشيات.
ويُمثّل قصف الأحياء السكنية إحدى صور الإرهاب المستمر الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران على مدار الوقت، دون أن يجد هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران ما يدرعه.
تُضاف هذه الجرائم إلى سجل طويل من الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران ويستهدف المدنيين بشكل مباشر، دون أن تتدخّل الأمم المتحدة بالإجراءات اللازمة لوقف هذه الجرائم.
الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.
ولعل الانتقاد الأكبر الموجّه للأمم المتحدة هو تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.