تآمر الشرعية المفضوح.. كيف يعزّز نفوذ قطر وتركيا في اليمن؟
عبر تآمر خبيث ومفضوح من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تواصل قطر وتركيا لعب دور مشبوه لتعزيز نفوذهما في اليمن، وتحديدًا في محافظة تعز.
ففي هذا الإطار، ترى صحيفة "العرب" اللندنية، أنّ محافظة تعز تعد الهدف الأول لمشروع التيار الموالي لقطر وتركيا في مليشيا الإخوان؛ جراء أهميتها الجغرافية ومكانتها السياسية وكثافتها السكانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في تقرير لها، قولهم إنّ هذا الأمر يفسر مدى الاستماتة الإخوانية للسيطرة على المحافظة، بتمويل سخي من الدوحة، واستخدام كافة الوسائل من أجل ذلك وبينها الاغتيالات للمعارضين لها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ المعسكرات الممولة من قطر في تعز تتركز بمنطقة يفرس، حيث يقيم المخلافي معسكرًا لاستقبال العائدين من جبهات الحدود السعودية والذين دعاهم في مناسبات عدة للتخلي عن مواجهة الحوثيين والالتحاق بمعسكراته.
وأشارت إلى أن قطر تمول أيضًا بعض المعسكرات الأخرى التي حولتها مؤخرًا إلى مراكز لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى جبهة أبين؛ لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي ومحاولة غزو الجنوب.
واعتبر مراقبون ـ حسبما أوردت الصحيفة ـ أن هناك حالة تعايش غير مفهومة، وهدنة غير مُعلنة بين الحوثيين ومليشيا الإخوان في تعز.
يمثّل النفوذ القطري والتركي داخل حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، أحد الأسباب الرئيسية التي تعقِّد من حرب اليمن، بالإضافة إلى استمرار واستِعار بنود المؤامرة الإخوانية الخبيثة ضد الجنوب.
ومنذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، أقدمت قطر على تكثيف تدخلها من أجل خدمة النفوذ الإخواني وإنقاذه من الانهيار.
وكثيرًا ما تمّ الكشف عن بنود المؤامرة الإخوانية التي تعادي التحالف من خلال استقطاب نفوذ دولتي قطر وتركيا الراعيتين للإرهاب والممولتين الرئيسيتين له.
فعبر تنسيق كامل مع "إخوان الشرعية"، يتواجد ضباط استخبارات أتراك في محافظتي مأرب وشبوة، في إطار بحث أنقرة عن نفوذ في المنطقة عبر التمركز في الصومال وإثارة قلاقل في سقطرى.
وهناك العديد من المؤشرات على رغبة تركيا في استخدام الأزمة في اليمن لابتزاز دول التحالف العربي، ولعب دور مشابه لما تقوم به في سوريا وليبيا عبر الجماعات الإرهابية مثل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
وتحاول أنقرة التسلل إلى الأزمة في اليمن، في إطار التحالف غير المعلن بين إيران وقطر، مستغلة نفوذها المتزايد في فرع التنظيم الدولي للإخوان الذي يمثله حزب الإصلاح المسيطر على مفاصل حكومة الشرعية.
وأرسلت تركيا العشرات من ضباط الاستخبارات تحت لافتة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، ووصل بعضهم إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ "شحن" الحدودي في محافظة المهرة.
ودائمًا ما تقوم حكومة الشرعية بالعمل على ابتزاز التحالف العربي، وذلك من خلال تكثيف الدور القطري - التركي.
ويمكن القول إنّ حالة الارتباك في صفوف حكومة الشرعية، في إدارة الملف العسكري إحدى نتائج الدور التركي المتصاعد، والتأثير السلبي لأنقرة على تيار الإخوان في حكومة الشرعية.
وأسهم التيار الموالي لأنقرة في تشتيت قائمة الأولويات لدى حكومة الشرعية وتسبب في تأجيج الخلافات الداخلية في معسكر المناوئين لمليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًّا.
وصدرت توجيهات لعددٍ من القيادات السياسية المحسوبة على تيار الإخوان بإشهار ورقة التقارب مع الحوثيين، بهدف ابتزاز التحالف العربي، ومحاصرة أي محاولات للضغط باتجاه معالجة الاختلالات في مؤسسات الشرعية التي تعاني من تغول الإخوان وسيطرة تيار تركيا – قطر.